الخرطوم، 27 أبريل/نيسان (إفي): قال جيش دولة جنوب السودان اليوم الجمعة أن ميليشيات متمردة مدعومة من السودان هاجمت بلدة في ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط بجنوب السودان.
وقال المتحدث باسم جيش تحرير السودان فيليب أقوير في حديث بثه التلفزيون الرسمي في جوبا عاصمة الجنوب أن "ميليشيات مدعومة من الجيش السوداني هاجمت موقعا بالقرب من ملكال وتصدى لهم جيش جنوب السودان".
وتحاذي ملكال حدود السودان كما تتاخم الحدود مع اثيوبيا وهي ثالث اكبر مدينة في جنوب السودان.
الى ذلك انتقد رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت مواقف الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي في الصراع بين بلاده والسودان واتهمهم بمحاباة الخرطوم.
وقال سلفاكير إن الحديث عن حدوث انقلاب لنظام الحكم في جوبا لايعدو محض شائعات.
وهاجم سلفاكير الذي قطع زيارة إلى الصين أمام حشد جماهيري مساء اليوم الجمعة القيادات الجنوبية التي أدانته في الاعتداء على هجليج.
وقال: "على هؤلاء أن لا يتدخلوا في مالا يعنيهم". وقال إن قوات الجيش الجنوبي حاليا تقاتل بالقوات البرية وأنه سيعمل لامتلاك طيران عسكري.
ولم يذكر سلفاكير بجوبا في خطابه الاسباب التي دعته لقطع زيارته للصين.
وقال انه اضطر للمبيت بالعاصمة الكينية نيروبي عشية امس الجمعة بسبب عدم انارة مطار العاصمة جوبا.
وأضاف بلهجة عامية "كان يمكن اكون في جوبا من امبارح لكن مطار جوبا مافيهو كهرباء".
واتهم سلفاكير السودان بالعمل على إنشاء أنبوب داخل ولاية الوحدة بحقول البترول لسرقة نفط الجنوب، على حد تعبيره.
ونفى رئيس دولة جنوب السودان تخريب جيشه للمنشآت النفطية في هجليج والتي زعم أنها جنوبية.
وقال "هجليج جنوبية وسنذهب للقضاء لاستردادها وجميع المناطق المتنازع عليها مع الشمال".
وقال سلفاكير إن سفره إلى الصين لم يكن هروبامن الرئيس السوداني عمر البشير على حد قوله. وأضاف "ترددت كثيرا في السفر لكن القيادة العسكرية أشارت علي بالسفر". وتابع نقول للخرطوم إننا جاهزون وقواتنا مستعدة وأثبتت أنها قوية في هجليج.
وفي الخرطوم شكك وزير الدفاع السوداني الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين في مقدرة دولة جنوب السودان الوليدة وإدارتها لمعارك في مواقع مختلفة في آن واحد، وأشاد بقدرات وجهد قواته في مسارح العمليات.
وقال حسين في مؤتمر اذاعي في الخرطوم اليوم الجمعة "لم نكن نتوقع من دولة ما زالت تحبو أن تقوم بمثل هذا العدوان على دولة منحتها هذا الفضل واعترفت بها في أن تكون دولة قائمة"، مشيرا إلى أن هناك الآن عدوانا على هذه الحدود الطويلة بين بلاده وبين دولة جنوب السودان، والتي تعتبر أطول حدود طبيعية بين دولتين أفريقيتين (تتجاوز ألفي كيلومتر).
وأضاف أن القوات الجنوبية اعتدت مؤخرا على عدة مناطق في ولايات جنوب دارفور، وجنوب كردفان والنيل الارزق في أقصى شرق حدود السودان مع دولة الجنوب.
وأوضح أن الجيش الجنوبي استخدم عناصر مرتزقة من دارفور في هذه الاعتداءات.
يذكر أن جنوب السودان انفصل عن السودان في يوليو/تموز من العام الماضي بموجب استفتاء على تقرير المصير ضمن اتفاق سلام وقع عام 2005.
ويتنازع البلدان حول عدد من القضايا في مقدمتها الحدود ورسوم عبور النفط الجنوبي عبر الشمال، إضافة إلى الجنسية والديون الخارجية. (إفي)