سجلت أسعار النفط تراجعا حادا أمس منخفضة أكثر من ثمانية دولارات للبرميل في لندن ونحو ستة دولارات في نيويورك، بعد قرار وكالة الطاقة الدولية أمس أنها ستطلق 60 مليون برميل من احتياطياتها الاستراتيجية النفطية لدولها الأعضاء، بهدف خفض الأسعار ودعم الاقتصاد العالمي ، وستطرح البلدان الثمانية والعشرون الاعضاء في وكالة الطاقة الدولية هذه الكميات في السوق لفترة 30 يوما من حيث المبدأ ومن المقرر أن تصل البراميل الاولى المسحوبة من الاحتياطات الاستراتيجية الى الاسواق ابتداء من الاسبوع المقبل.
وأعلنت الوكالة إنها ستطلق مليوني برميل يومياً على مدى 30 يوماً في السوق العالمية للتعويض عن النقص الذي خلفه انقطاع الإمدادات الليبية. وكانت ليبيا العضو في أوبك تصدر نحو 1.2 مليون برميل يومياً قبل الانتفاضة التي أصابت صناعة النفط بالشلل. وأضافت الوكالة "انقطاع الإمدادات مستمر منذ فترة وأصبح أثره أكثر وضوحاً مع استمراره، وأن التوقعات تفيد بأن الإنتاج الليبي سيظل خارج السوق فيما تبقى من عام 2011.
وفور صدور هذا الإعلان، تسارع تدهور أسعار النفط التى كان تراجعها قويًا، متأثرا بإمكانية وصول كمية كبيرة من النفط إلى السوق ، واعتبر ميرتو سوكو المحلل فى مؤسسة سوكدن أن وكالة الطاقة الدولية فاجأت المستثمرين من خلال هذا القرار الذى يعد محاولة لخفض الأسعار ، وأكدت وزارة الطاقة الأمريكية فى بيان أنها ستسحب 30 مليون برميل من احتياطاتها التى بلغ مستواها فى الوقت الراهن "ارتفاعا تاريخيا" يقدر بـ727 مليون برميل.
وقال مسؤول رفيع في الحكومة الأميركية أمس إن الرئيس باراك أوباما قلق للغاية من أثر انقطاع إمدادات النفط من ليبيا ، وأوضح للصحفيين أن "الولايات المتحدة مستعدة لعمل المزيد إذا كان ضرورياً لعلاج هذه المسألة ، في المقابل أكد مندوبون في منظمة أوبك أن إطلاق وكالة الطاقة كميات نفط من مخزونات الطوارئ ليس له مبرر. وقال مندوب من إيران "لا أعرف كيف يمكن تبرير هذا التدخل في السوق."
واعتمد عشرة محللين على أرقام ''أوبك'' لتحديد توقعاتهم ليصل متوسط الزيادة المطلوبة لموازنة السوق في النصف الثاني إلى 1.40 مليون برميل يوميا أو 1.43 مليون برميل يوميا إذا استخدمت توقعات ''أوبك'' في الحسابات. واعتمد ثلاثة محللين على تقديراتهم الخاصة لإنتاج أوبك التي تراوحت بين 28.56 مليون برميل يوميا و29.16 مليون. وعلى هذا الأساس توقع المحللون أن تكون الزيادة المطلوبة لموازنة السوق في النصف الثاني ما بين 1.54 مليون برميل يوميا و1.8 مليون أي بمتوسط 1.66 مليون.
وانتقد مندوبون خليجيون في أوبك أيضاً التحرك الذي أقدمت عليه وكالة الطاقة، وقال مندوب خليجي "سعر النفط لم يقفز إلى 150 دولاراً. ولا داعي لهذه الخطوة. والسوق لا تعاني نقصاً في المعروض. والكويت والسعودية ترفعان الإنتاج ولكن ليس هناك مشترون كثيرون. ووكالة الطاقة الدولية تقوم بتحرك سياسي مع الولايات المتحدة .