من نضال المغربي
غزة (رويترز) - يمسك فنان الجرافيتي الفلسطيني بلال خالد في يده قلما سميكا أسود اللون ليرسم بإتقان تصميما معقدا للخط العربي على سيارة فضية اللون من نوع سكودا.
ويزين هذا العمل الفني جوانب السيارة ويمتد فوق نوافذها وأسفل أبوابها في أحدث أعمال هذا الشاب البالغ من العمر 24 عاما ضمن مسعاه لإضفاء لمسة جمالية على الأشياء التي تستخدم في الحياة اليومية.
يترك خالد بصمته في كل مكان تقريبا بقطاع غزة من السيارات وحقائب اليد إلى الجدران في الشوارع بل وأجسام البشر. وتدير حركة حماس القطاع الذي تحاصره إسرائيل.
وقال خالد لرويترز "أوقات يعني شغلات مثلا مش ضروري إنها تكون مفهومة أو جُملة معينة لكن إنها بتكون تحمل طابع جمالي مُعين بيضيف جمالية وين ما انحطت (وُضعت) الأحرف هاي."
وفي انتقائه للأجسام وللخلفيات تضفي رسوم الجرافيتي التي تعتمد على الخط العربي لمسة جمالية على القطاع الفقير ذي الكثافة السكانية العالية الذي يقطنه 1.95 مليون نسمة.
ويلتقط الفنان الشاب كذلك صورا للحياة اليومية وآثار الصراع الطويل مع إسرائيل التي خاضت ضدها حماس حربا في 2014 دمرت الكثير من المناطق في القطاع الساحلي. لكنه يقول إن عمله لا يهدف لتوصيل أي رسالة سياسية أو كسب المال.
وقال خالد لرويترز إن هدفه ليس تجاريا وإنما الفن وإنه يرغب في نشر الفنون في كل مكان يذهب إليه.
وبدأ خالد الذي يعمل أيضا مصورا ونحاتا في صنع قطعه الفنية قبل نحو عشر سنوات ثم اتجه للرسم على الأشياء والأجساد البشرية.
ويقول إن الخط العربي يمتاز بالقوة وإنه رغب في ربطه بالقوة الجسدية ولذلك يرسم على صدور لاعبي بناء الأجسام وظهورهم.
وقال "بعض الناس بتشوف الرسم اللي أنا بأعمله على لاعبين كمال الأجسام هو عبارة عن وشم. والوشم في عاداتنا وتقاليدنا أو في الدين الإسلامي حرام. لكن هذا مش وشم يعني هو بس مجرد كتابة لحظية يعني بأي مادة ممكن إنها تنزال (تُمحى)."
ولأعمال خالد شعبية كبيرة بين الباعة خاصة من يبيعون بضائع للسيدات مثل حقائب اليد. ويسعى خالد الآن لخوض مجال جديد بالرسم على ملابس النساء.
وأضاف "كثير من الزبائن حبوا الشنط ويعني باستمرار كانوا يطلبوها. حبوا الشغل هذا. فهذا الإشي صراحة فتح لي برده (أيضا) مجال ثاني إني أنا أوسع المنتجات اللي أنا باشتغل عليها."
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)