من جورج جحا
بيروت (رويترز) - مجموعة (ليل في مرايا البحر) للشاعرة السورية المقيمة في كندا سلوى فرح تضم قصائد حب تفيض صورا ومجازات وعاطفة تحمل سمة من سمات عودة الرومانسية بقوة في بعض الشعر العربي الحالي.
قصائد سلوى فرح على الرغم من البساطة ومن السهولة اللتين يشيعان فيها تتميز بكثير من الصور والمجازات والرموز وكثير من المجرد والحسي.. وتبقى كلها تطفو في عالم من الحب والسمات الرومانسية والحنين إلى الوطن المفقود.
الأبيات التي حملها غلاف الكتاب عكست كثيرا من السمات التي حفلت بها القصائد إجمالا وهي كلها من نمط قصيدة النثر التي يبرز فيها إيقاع موسيقى نابض.
تقول الشاعرة "بعد المنتصف / تكمن الشهقة الأولى والأخيرة / هي امتداد المرايا / على أجنحة النوارس / واحتضار الموج / عند شواطئ الروح / ما بعد انتصاف الجنون / سأمنح الربيع النابت على مقلتيك / ميلادا جديدا لكل السنابل."
قصائد المجموعة السبع والعشرون كتبت في كندا ووردت في كتاب من 85 صفحة متوسطة القطع صدر عن دار بيسان للنشر والتوزيع في بيروت.
سلوى فرح -وهي من مواليد سوريا- حصلت على دبلوم في التربية الموسيقية والفنون من معهد إعداد المدرسين في سوريا ونالت دبلوم شهادة الاسترخاء والتنويم المغناطيسي من كيبيك في كندا. وعملت مدرسة لمادة التربية الموسيقية في سوريا.
القصيدة الأولى في المجموعة حملت عنوان (رقصة المطر) وفيها تقول "منذ أول قبلة لعينيك / رقص المطر .. جن المطر / تكاثفت شهقات الغيوم / من الغروب والسحر / لا مكان أهرب إليه إلاك / هب لي ظل شجرة / ريثما تبني لي وطنا / ثوبي المبلل يهمس / إليك ألثم رذاذه في برهة غيبوبة."
ومن قصيدة (ياسمينة الأنوثة) قول الشاعرة "أتلمسك غيمة / تشعرني بحقيقة السماء / وهمس المطر / أراقص نبض الأزل / على ارتعاش شفتيك / ليس وهما ما يوحدنا / تمور بأوردتي / أفيض في شرايينك / فتزهر السماء / ويحمر التوت الشامي / على شرفة أحلامي / ارتعش / كفراشة سقط على جفونها الندى."
في قصيدة (هكذا أحبك) يتحول الحب والحبيب إلى وطن يموج بالدفء وبجمال الطبيعة. تقول سلوى فرح "يا شريك النقاء / هكذا أحبك / وطنا يزهر باليقين / أحبك همسا يرتعش فيه البنفسج / وعطرا فواحا من الياسمين / أحبك نبضا مزلزلا / يهوي من فلك الملائكة / وشلال ورد يتحدى الروتين / يا شريك الموجة الغافية / على أهداب البحر / خذني إليك مثلما يهب النسيم / خذني إليك بلهفة الأرض للمطر."
وفي قصيدة (ليل في مرايا البحر) تقول الشاعرة "بين أروقة المساء / أحلام مؤجلة تعجن كعكة العيد / ما بين شغف وصمت عاشق / يسدل الحنين ستائره / تنطوي المسافات / أبحث عنك بين مساحات أنفاسي / ويبقى على شفة الحلم / علامة استفهام / رموز مبهمة تشق عباب الآهات / أسرار تتأرجح على أكتاف الرياح / وشهيق العواصف يختصر الوقت."
في قصيدة (احترق ليلك) تقول "اخلع عنك كل شيء .. اخلع أكثر وأكثر / مساماتك المغلقة / نظارتيك الرماديتين / شالك الرمادي / وتنزيلات الغرور / يا هرم الحاجبين."
وفي قصيدة (لعبة الضوء) تقول سلوى فرح في رومانسية وحزن سيال يعكس الأفول ومرور الزمن "لا تسل تلك الزنبقة / لم جف حنينها / ليس لغزا / كل الطيور سترحل يوما / ويبقى ريق الحلم / على شفة الصباح / كل الأطفال / تخلع ريشها أمام العمر / وتخبئ براءتها / بين سيقان السنابل / لا تفتش عن بوصلة الأبدية / إنها لعبة الضوء / في ظل الرياح."
للشاعرة قبل هذه المجموعة مجموعتان شعريتان هما (أزهر في النار) و(لا يكفي أن تجن). ولها مجموعة قصصية إضافة إلى قصص ومقالات نشرت في مواقع إلكترونية ومجلات عربية.