من محمد الغباري
صنعاء (رويترز) - قال مسؤولون محليون وسكان إن مسلحين من الحوثيين قصفوا مبنى التلفزيون الحكومي في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الجمعة وإن مئات السكان يفرون من منازلهم في العاصمة في تصعيد كبير لأعمال العنف بعد أسابيع من الاشتباكات والاحتجاجات.
وهذا القتال هو الاسوأ في عدة سنوات في العاصمة وهو أكبر تحد فيما يبدو حتى الان لعملية التحول الديمقراطي التي تدعمها الامم المتحدة والتي بدأت بعد تنحي الرئيس علي عبد الله صالح في عام 2012.
وقال سكان إن الصراع احتدم يوم الخميس عندما اشتبك مسلحون حوثيون مع الجيش على مشارف صنعاء واتسع نطاق القتال ليشمل اشتباكات بين الحوثيين ورجال قبائل متحالفين مع قبيلة الاحمر.
وتشغل شخصيات بارزة من قبيلة الاحمر التي يغلب على افرادها السنة والتي توصف بأنها من أقوى القبائل في اليمن مناصب كبيرة في القوات المسلحة والحكومة.
وقال سكان ان جنود الحكومة يتخذون أوضاعا دفاعية حول مؤسسات الدولة بينما بدا ان الحوثيين يسيطرون على بعض الشوارع في شمال العاصمة مع استمرار الاشتباكات في شارع الثلاثين وهو طريق رئيسي الى الاطراف الغربية لصنعاء.
وقال سكان إن القتال يقترب من المسكن الخاص للرئيس عبد ربه منصور هادي على الطرف الشمالي من شارع الستين وهو أحد الطرق الرئيسية في العاصمة ويبدأ عند المطار في الشمال ويمتد على طول الطريق إلى القصر الرئاسي إلى الجنوب.
وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) إن الرئيس وصف الهجمات الاخيرة التي يشنها الحوثيون بأنها اجراءات تصعيدية ومحاولات انقلاب للاطاحة بالدولة.
وفي الاسابيع الاخيرة أغلق محتجون حوثيون الطريق الرئيسي الى مطار صنعاء ونظموا اعتصامات عند الوزارات داعين الى الاطاحة بالحكومة واعادة الدعم الذي قطعته الدولة في يوليو تموز في اطار اصلاحات اقتصادية.
وقال أحد السكان المقيمين في شارع الثلاثين "قتال اليوم كان الاشد. انهم يستخدمون كل أنواع الاسلحة." ومثل آخرين تحدثوا الى رويترز طلب عدم ذكر اسمه لاسباب أمنية.
وقال مصدر عسكري إن نحو 70 من مسلحي الحوثيين لقوا حتفهم في القتال خلال الليل وقال مقيمون لرويترز إن عشرات الجثث ملقاة في الشمال والشمال الغربي من العاصمة حيث دارت الاشتباكات.
وقال سكان أن مسلحين من الحوثيين استولوا على بعض نقاط الجيش ونقاط التفتيش الأمنية في شارع الستين وحي شملان دون أي مقاومة تذكر من جنود الحكومة وأوضحوا أن الحوثيين يقومون بدوريات في الشوارع ولا توجد قوات للحكومة في أي مكان قريب.
وقال مسؤول حكومي كبير لرويترز إن الجيش يتبع "سياسة ضبط النفس" لاعطاء المبعوث الخاص للامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر فرصة لايجاد وسيلة لإنهاء الأزمة.
وقالت وكالة الانباء اليمنية ان بن عمر عقد اجتماعا استمر ثلاث ساعات مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في محافظة صعدة يوم الاربعاء وصفه بأنه "بناء وايجابي".
وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه "انهم يقومون بحماية المنشآت الحكومية وتجنبوا المواجهات مع المسلحين الحوثيين. لكن هذا لن يستمر طويلا."
وقال الحوثيون يوم الاثنين إنهم لا يشاركون حاليا في المفاوضات مع الحكومة اليمنية بشأن مظالمهم بسبب ما وصفوه "بالتدخل الاجنبي في المحادثات".
وبدأ المتمردون الحوثيون اطلاق صواريخ على مبنى قناة اليمن التلفزيونية في صنعاء اثناء الليل وقالت القناة المملوكة للدولة إن القصف استمر حتى صباح الجمعة
وقالت القناة في خبر عاجل على شاشتها صباح الجمعة إن الحوثيين يواصلون قصف مبنى القناة التلفزيونية بمختلف أنواع الأسلحة حتى الآن.
وقال موظف محاصر داخل مبنى القناة التلفزيونية الذي يقع بالقرب من مؤسسات الدولة الحيوية الأخرى إنه يختبئ في الطابق السفلي مع عشرات آخرين.
وأضاف عبر الهاتف "زاد قصف القناة بطريقة مروعة. نحن محاصرون وقوات الجيش بالخارج تحاول حماية المبنى وترد على الحوثيين بإطلاق النار."
وانقطع ارسال القناة لفترة قصيرة قبل ان تستأنف البث.
وفر مئات السكان من العاصمة ومشارفها حيث يدور القتال واتجهوا صوب الجنوب.
وقال أحد المقيمين لرويترز "سقطت القذائف على المنزل المجاور لذلك أخذت زوجتي وأطفالي وذهبنا جنوبي العاصمة. تركنا كل شيء وراءنا."
وكانت محطات البنزين في صنعاء مكتظة وتصارع السائقون لتزويد سياراتهم بالوقود.
ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن مصدر أمني نفيه سيطرة الحوثيين على بعض المناطق السكنية في شمال العاصمة لكنه أٌقر بأن المتمردين هاجموا نقاط تفتيش تابعة لاجهزة الامن والجيش في منطقتي الستين وشملان.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)