Investing.com – لم يشهد الدولار الأمريكي تغيرات كبيرة أمام بقية العملات الرئيسية في تداولات الظهيرة بالتوقيت الأمريكي الشرقي لليوم الإثنين، وذلك بعد أن كان قد سجل أعلى مستوياته في أسبوع واحد يوم الجمعة، في ظل صدور تقرير الوظائف الذي أظهر أرقاماً أفضل من التوقعات، بينما تترقب الأسواق تقريراً أمريكياً أخر ذو أهمية هذا الأسبوع وهو تقرير التضخم.
وكان الدولار قد حقق المكاسب خلال جلسة تداول الجمعة، بعد صدور التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية، والذي أظهر أن عدد الوظائف التي أضافها الإقتصاد الأكبر في العالم خلال الشهر الماضي قد بلغ 209 ألف وظيفة، وهو ما جاء أكثر من التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً قدره 183 ألف وظيفة، ولكن أقل من رقم الشهر الذي سبقه والبالغ 231 ألف وظيفة، وهو الرقم الذي تم تنقيحه من القراءة الأولية البالغة 222 ألف وظيفة.
وبهذا، فإن الرقم يتقدم في المناطق الإيجابية بحسب بنك الإحتياطي الفيدرالي، والذي يعتبر أي رقم فوق حاجز الـ150 ألفاً إيجابياً.
كما أظهر التقرير كذلك ان نسبة البطالة في الولايات المتحدة قد تراجعت إلى 4.3٪ من 4.4٪ خلال الشهر السابق، وهو ما جاء متوافقاً مع التوقعات. كما أظهر التقرير أن معدل الأجر في الساعة قد إرتفع بنسبة 0.3٪ خلال الشهر الماضي، وهو ما جاء مساوياً للتوقعات، علماً أن هذا المؤشر كان قد سجل إرتفاعاً بنسبة 0.2٪ في الشهر الذي سبقه.
أما على أساس سنوي، فلقد إرتفع معدل الأجور بنسبة 2.5٪ الشهر الماضي، وهو ما جاء مطابقاً لرقم الشهر السابق، إلا أنه جاء فوق التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً بنسبة 2.4٪.
وتتم مراقبته الزيادة في الأجور عن كثب من جانب مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، الذي يبحث دائماً عن أدلة على تراجع الركود في سوق العمل والضغوط الصعودية على التضخم. ويرى المحللون أن إرتفاع معدل الأجور بنسبة سنوية قدرها 3.0٪ سيكون إيجابياً لإرتفاع مؤشرات التضخم في الاقتصاد ككل.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أن عدد الوظائف في القطاع الخاص قد إرتفع بمقدار 205 ألف وظيفة الشهر الماضي، وهو ما جاء أفضل من توقعات المحللين بإرتفاع قدره 178 ألفاً. ونقح تقرير اليوم أرقام شهر آيار/مايو من الإصدار الأولي والبالغ 187 ألف وظيفة قطاع خاص، لتصبح 194 ألف وظيفة.
أما عدد الوظائف الحكومية فلقد إرتفع بمقدار 4 ألاف وظيفة، بالمقارنة مع زيادة قدرها 37 ألف وظيفة في الشهر الذي سبقه، وهو الرقم الذي تم تنقيحه من القراءة الأولية البالغة 35 الف وظيفة.
كما أظهر التقرير أن نسبة المشاركة قد إرتفعت خلال الشهر الماضي إلى 62.9٪ من قراءة الشهر السابق والبالغة 62.8٪. كما أظهرت البيانات أن نسبة البطالة U6، والتي تتضمن العاملين في الوظائف الجزئية لأسباب إقتصادية خالصة، قد بقيت دون تغيير عند 8.6٪ الشهر الماضي.
كما ذكر التقرير أن متوسط ساعات العمل الأسبوعية قد بقي ثابتاً عند 34.5 ساعة الشهر الماضي.
كما تلقى الدولار دفعة اضافية بعد ان جدد مدير المجلس الاقتصادى الوطني للبيت الابيض (غاري كوهن) الامل في المضي قدماً بالإصلاحات الضريبية، وذلك أثناء مقابلة مع تلفزيون (بلومبيرغ).
هذا وستركز الأسواق المالية العالمية على فيض من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ستصدر على مدار الأسبوع الحالي، مع تسليط الأضواء على تقرير التضخم المقر صدوره يوم الجمعة، وذلك بحثاً عن المزيد من الأدلة حول توقيت رفع سعر الفائدة القادم من طرف بنك الإحتياطي الفيدرالي، حيث ستصدر وزارة التجارة الأمريكية تقرير التضخم لشهر تموز/يوليو يوم الجمعة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (الساعة 12:30 ظهراً بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون الإقتصاديون أن ترتفع أسعار المستهلكين بنسبة 0.2٪، بينما من المتوقع أن يرتفع التضخم الأساسي في أسعار المستهلكين بنسبة 0.2٪. أما على أساس سنوي فتتوقع الأسواق ارتفاع التضخم بنسبة 1.7٪.
وينظر بنك الإحتياطي الفيدرالي إلى المؤشرات الأساسية للأسعار، كمقياس أفضل للضغوط التضخمية على المدى الطويل، لأنها تستبعد فئات المواد الغذائية والطاقة المعروفة بتقلباتها. وكان البنك قد أعلن في مناسبات عديدة أنه يستهدف الوصول بالتضخم إلى مستوى 2٪ أو أقل من ذلك بقليل. ويساهم إرتفاع التضخم في دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
وبالإضافة إلى بيانات التضخم، تتضمن الأجندة الاقتصادية هذا الأسبوع أيضا تقارير جولتس لفرص العمل والإنتاجية غير الزراعية وتكلفة وحدة لعمل ومؤشر أسعار المنتجين ومطالبات البطالة الأسبوعية.
كما سيترقب المستثمرون كلمات عدد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي سيتحدثون أمام العامة، وذلك بحثاً عن معلومات جديدة حول التوقيت والكيفية التي سيقوم بها البنك المركزي بخفض ميزانيته العمومية المتضخمة.
وستستمر الأسواق في متابعة الأخبار التي ستأتي من واشنطن، حتى مع تباطؤ أعمال الكونغرس الأمريكي الذي سيأخذ إجازته الصيفية خلال شهر آب/أغسطس. وسيبقى التحقيق فى علاقات الحملة الانتخابية للرئيس الامريكى (دونالد ترامب) مع روسيا مرشحاً لإهتمام المستثمرين في حال ظهور أي تطورات جديدة.
وحقق اليورو/دولار مكاسب طفيفة بنسبة 0.15٪ ليتداول عند 1.1790. وكان الزوج قد سجل أعلى سعر له في عامين ونصف يوم الأربعاء عند 1.1909.
كما تراجع الباوند/دولار بشكل طفيف كذلك، وبنسبة 0.10٪ عند 1.3030، ليبقى على مقربة من أدنى سعر له في أسبوع ونصف والذي كان قد سجله يوم الجمعة عند 1.3021.
كما تداول الدولار بدون تغيير أمام العملة اليابانية، مع تسجيل الدولار/ين لـ 110.71، بينما لم يشهد الدولار/فرنك تغيراً يذكر، حيث تداول عند 0.9726.
إلا أن الدولار إرتفع أمام عملات القارة الأوقيانوسية التي تحمل ذات إسمه، وذلك مع تراجع كل من الأسترالي/دولار بنسبة 0.25٪ ليتداول عند 0.7910، والنيوزيلندي/دولار بنسبة 0.67٪ ليتداول عند 0.7360.
وفي الوقت نفسه إرتفع الدولار/كندي بنسبة 0.25٪ ليتداول عند 1.2683 ، بعد أن كان قد سجل إعلى سعر له منذ 18 تموز/يوليو عند 1.2714 في وقت سابق من الجلسة.
وفي ظل هذه الحركات، لم يشهد مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، تغييراً يذكر، وسجل قراءة قدرها 93.34، ليبقى على مقربة من أعلى مستوياته في أسبوع، والذي كان قد سجله يوم الجمعة عند 93.64.