دمشق، 8 أغسطس/آب (إفي): انتقدت صحيفة (الوطن) السورية الحكومية اليوم، العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، معتبرة كلمته وكأنها أقرب إلى رسالة "تهديد أمريكية" منها إلى رسالة أخوية، واتهمت شيوخ في المملكة بدعم الإرهابيين.
وكان العاهل السعودي قد وجه الليلة الماضية خطابا إلى الشعب السوري وقيادته، تطرق فيه إلى أحداث العنف الجارية في البلد العربي، داعيا إلى تغليب الحكمة في إدارة الأزمة، ومحذرا من الانجراف نحو الفوضى.
واعتبر الملك في خطابه الذي وزع على وسائل الإعلام أن "تداعيات الأحداث السورية ليست من الدين ولا من الأخلاق"، وقرر في نهاية خطابه استدعاء السفير السعودي عبد الله العيفان من دمشق "للتشاور".
وقالت الصحيفة السورية، إن العاهل السعودي "تجاهل حقيقة الأحداث والبراهين التي تثبت أن أشقاءه في سوريا يتعرضون لمؤامرة تتجاوز حدود الخطابات".
ولفتت إلى أن الكلمة "لم تتضمن أية إشارة إلى المجموعات الإرهابية المتطرفة التي سعت إلى تمزيق وحدة سوريا العربية والإسلامية، وتجاهلت أية إشارة إلى الجهات التي تقوم بتمويل وتسليح هؤلاء الإرهابيين".
ووجهت اتهاما إلى السعودية، بقولها "لقد ثبت أن بعضهم (الإرهابيين) يتلقى تعليماته من شيوخ فتنة تأويهم بلاد الملك، في وقت تحتاج فيه المملكة لتطبيق إصلاحات جذرية في بنيتها السياسية والاجتماعية قبل التوجه بالنصح إلى الآخرين".
وشددت الصحيفة على أن الرياض "تجاهلت الإجراءات الإصلاحية في سوريا التي أطلقها الرئيس بشار الأسد بما فيها إصدار قانوني الانتخابات والأحزاب".
يشار إلى أن سوريا تشهد احتجاجات شعبية واسعة منذ منتصف مارس/آذار الماضي انطلقت شرارتها من مدينة درعا (جنوب)، غير أنها سرعان ما امتدت إلى مختلف المدن والقرى.
وقوبلت الاحتجاجات بعنف شديد من جانب قوات الأمن، وهو ما أوقع أكثر من 1600 قتيل حتي الليلة الماضية، إلى جانب اعتقال الآلاف، فيما تقول السلطات السورية إنها تتصدي لعناصر جماعات متطرفة مسلحة يقومون بمهاجمة قوات الأمن.(إفي)