من علي صوافطة
حيفا (اسرائيل) (رويترز) - اختار الشاعر الفلسطيني الشاب مروان مخول أن يوظف شعره في مقاومة ما يعتقد انها خطط لتجنيد المسيحيين في الجيش الإسرائيلي.
وقال مخول في مقابلة مع رويترز يوم الاثنين في مدينة حيفا "من واجبك أن يكون لك دور في هذا الحراك (مواجهة تجنيد المسيحيين) وأن تؤثر ككاتب وكشاعر إلى جانب السياسيين الذين يجب أن يكون لديهم مخطط سياسي للنهضة بهذا الشعب."
وأضاف "لا أعتقد أنها مصادفة موضوع تجنيد المسيحيين بعد 68 عاما من تجنيد الدروز وإنما هو مشروع كان موضوعا في الدرج إلى أن يحين موعده."
وتابع قائلا "الآن هي الفرصة السانحة لاستغلال ما يجري في العالم العربي لكي تجند إسرائيل الأقلية العرقية أو الدينية في الداخل سواء المسيحيين أو الأرمن أو أي أقلية داخل فلسطين هذا هو الموضوع الأساسي لنص القصيدة وهذا هو الموضوع الأساسي الذي ارتكزت عليه القصيدة."
وأعلنت إسرائيل قبل نحو عام عن حملة لتشجيع المسيحيين البالغ عددهم نحو 160 الف شخص يشكلون 2 في المئة من سكان اسرائيل البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة على التطوع في الجيش.
وقال ضابط كبير بالجيش في ابريل نيسان 2014 إن عدد المجندين المسيحيين انذاك يقدر بنحو 100.
وبرزت بعض الاصوات المسيحية التي رحبت بهذه الخطوة الاسرائيلية في حينه ومنها الأب جبرائيل نداف رئيس منتدى التطوع المسيحي الاسرائيلي.
وكتب مخول قصيدته (خطبة الأحد)التي تحولت فيما بعد إلى قصيدة مغناة بمشاركة الفنانة اللبنانية أميمة الخليل والموسيقار الفلسطيني مراد خوري والمخرجين سري بشارات وعنان قسيم مساهمة منه في مقاومة خطط تجنيد المسحيين في الجيش الاسرائيلي.
ويرى مخول "أنه لا توجد مؤسسات ترعى وتتابع الموضوع (تجنيد المسيحيين) بما يكفي. الاحزاب منشغلة في الانتخابات الاخيرة والمؤسسات الفلسطينية في الداخل ليست لديها الإمكانيات لفضح وترويج المخطط الاسرائيلي أمام العالم."
ويدمج العمل الفني الذي تقل مدته بقليل عن تسع دقائق بين قراءة مخول لبعض الأبيات الشعرية فيما تغني أميمة بعض الأبيات الاخرى على خلفية صور فيديو لعدد من الأماكن التاريخية الفلسطينية إضافة إلى صور للناس في أماكن بما يتفق وروح القصيدة.
ويفتتح العمل الفني المترجم إلى الانجليزية والذي نشر قبل ثلاثة أيام على موقع يوتيوب بجملة "في الشرق تنهش الوحوش... لحم الأقليات فينتهز الصهيوني الفرصة ويحاول تحميل تلك الأقليات البنادق كي تصوبها نحو نفسها في الأساس."
وأوضح مخول أنه سعى من خلال تحويل القصيدة إلى عمل فني الوصول الى أكبر عدد من الجمهور.
ويبتعد العمل الفني عن استحضار أي صور للعنف في المشاهد التي يقدمها في خلفية الكلمات وسواء كانت قراءة من مخول أو غناء من أميمة.
وقال مخول "طبعا نريد تعاطفا عربيا وغربيا ولكن بدون استخدام الصور والمشاهد المؤسفة التي نراها كل يوم في التلفاز."
واشار إلى مخول أن السلطات الاسرائيلية استدعته يوم الاثنين للتحقيق معه حول هذه القصيدة.
وقال "لا أعتقد أنني أقوم بشيء أمني خطير بقدر ما أنني أقوم بشيء فيه تأدية رسالة سياسية قد تكون أخطر من الرسالة الأمنية في المقولة التي تقول إن إسرائيل تريد من خلال تجنيد الأقليات العربية والمسيحية وغير المسيحية في الداخل الفلسطيني أولا وأخيرا إلى شطب هذه الأقليات في الداخل."
ولم يتسن الحصول على رد من جهاز الأمن العام الاسرائيلي (الشاباك) بشأن التحقيق مع مخول.