أكد د. إبراهيم العساف، وزير المالية في لندن قبل تنقله إلى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في اجتماع مجموعة العشرين أن «المملكة العربية السعودية لعبت دورا مسؤولا تجاه الاقتصاد العالمي سواء في سياساتها في إدارة مواردها المالية واحتياطاتها المالية أو في سياستها البترولية، وهي سياسة دائما متوازنة تنظر إلى مصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء، وقد أثبتنا ذلك على مر السنين بما في ذلك بناء احتياطي أوفى للمملكة بالتزاماتها الدولية على خير وجه وبشهادة دولية». وقال العساف «إنه على الدول الأخرى الالتزام بسياسات ملائمة وهذا سيكون محور نقاش في اجتماع مجموعة العشرين».
وأكد وزير المالية السعودي أن «أجندة السعودية في اجتماع وزراء مالية ورؤساء البنوك المركزية لمجموعة العشرين في باريس، هي نفس أجندة المجموعة في ضمان استقرار الاقتصاد العالمي، وإعادة نموه، إضافة إلى تعزيز النظام المالي» وستشارك السعودية، وهي أكبر اقتصاد في العالم العربي، في اجتماع وزراء مالية ورؤساء البنوك المركزية لأكبر عشرين اقتصادا في العالم، التي تحتضنه باريس اليوم الجمعة وغدا السبت، والذي سيناقش سبل دعم استقرار الاقتصاد العالمي في ظل غيوم الشك التي تكتنف سماءه خاصة بسبب أزمة الديون الأوروبية.
وسيرأس العساف وفد المملكة العربية السعودية لهذه الاجتماعات كما يشارك فيها محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي السعودي) الدكتور محمد بن سليمان الجاسر وعدد من مسؤولي الوزارة والمؤسسة.
وكان دكتور العساف يتحدث على هامش «المنتدى المالي السعودي» الذي نظمته أمس في لندن غرفة التجارة العربية البريطانية تحت شعار «نمو واستقرار». وقد لخص هذا الشعار لوحده وضع ومكانة المملكة العربية السعودية، التي أجمع المشاركون في المنتدى من غير السعوديين، حتى قبل السعوديين أنفسهم على أنها ليست فقط دعامة للاقتصاد العالمي، إنما نموذج أيضا يحتذى به فيما يخص «ترتيب البيت المالي»، ونموذج يمكن «التعلم منه» مثلما أشار داني الكسندر، كبير أمناء وزارة الخزانة البريطانية، الذي أصر على حضور افتتاح المنتدى على الرغم من ارتباطه باجتماع الحكومة البريطانية الأسبوعي. وأكد ألكسندر أن المملكة العربية السعودية هي «محرك» الاقتصاد في المنطقة العربية، وأكبر شريك تجاري لبريطانيا في الشرق الأوسط، وشدد ألكسندر على أن «السعودية استطاعت بفضل استراتيجياتها الحكيمة تجاوز تقلبات الأزمة المالية العالمية وأظهرت صلابة متميزة تجاه تلك التقلبات».
وأكدت البارونة سايمونز اوف فيرنهام دين، رئيسة غرفة التجارة العربية البريطانية، التي أدارت الجلسة الافتتاحية للمنتدى أن الأرقام «المذهلة» التي قدمت من قبل المتدخلين في افتتاح المنتدى حول المملكة العربية السعودية واقتصادها، وخاصة في مداخلة الأمير محمد بن نواف سفير المملكة العربية السعودية في المملكة المتحدة، ودكتور إبراهيم العساف، وزير المالية السعودي، ودكتور افنان الشعيبي، الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية - البريطانية، تتحدث عن نفسها وتعبر بوضوح عن مدى متانة وجاذبية الاقتصاد السعودي. ومن بين هذه الأرقام المتميزة، على سبيل المثال لا الحصر، مثلما أشار الأمير محمد بن نواف سفير المملكة العربية السعودية لدى المملكة المتحدة أن المملكة العربية السعودية هي صاحبة أكبر مالك للاحتياطات النقدية في العالم، إذا احتسبت كنصيب للفرد من هذه الاحتياطات، في مجموعة العشرين، التي تضم أكبر عشرين اقتصادا في العالم، حيث يقدر الاحتياطي النقدي للسعودية بـ600 مليار دولار، تم جمعها منذ بداية عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتعتبر هذه الاحتياطات ثالث أكبر احتياطات في العالم بعد كل من الصين واليابان، بما أن عدد سكان المملكة العربية السعودية هو 25 مليون نسمة. ومن الأرقام المذهلة الأخرى، التي جعلت المملكة العربية السعودية محل «غيرة» من بلدان أخرى في العالم أن «الدين العام في المملكة العربية السعودية تم تخفيضه إلى أقل من 8 في المائة في الوقت الحالي».