شح الأخبار والبيانات الاقتصادية الصادرة عن الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي قادت المستثمرين للتركيز على آخر مستجدات الأزمة في اليونان بشكل خاص، حيث انخفض اليورو خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياته في قرابة العامين، بسبب حالة التشاؤم التي تعتلي سماء الأسواق المالية حيال احتمالية خروج اليونان نهائياً من منطقة اليورو.
هذا وقد أعلنت مجموعة سي إم إي (CME Group) في الأسبوع الماضي بأنها تنوي تخفيض متطلبات الهامش للتداول لديها بما يتعلق بعقود الذهب بنسبة 10%، وهذه هي المرة الثانية التي تلجأ فيها الشركة للتخفيض خلال هذا العام، إذ أشارت الشركة بأن هذه الخطوة أمر طبيعي في ظل الظروف الاقتصادية والتقلبات التي تعيشها الأسواق في الوقت الراهن.
حيث أعلنت المجموعة في بيانٍ صادر عنها عُقب إغلاق جلسة الخميس بأن الهامش الأوّلي على عقود الذهب للـ 100 أونصة من 1-4 شهور سيُصبح 9.113 دولار بدلاً من 10.125 دولار أمريكي، واضعين بعين الاعتبار أن هذه النسب الجديدة ستكون فعّالة عُقب إغلاق جلسة التاسع والعشرين من أيار/ مايو المُقبل.
وستغيب الأسواق الأمريكية ستغيب عنّا يوم الاثنين بسبب عطلة يوم الذكرى، في حين يستعد الاقتصاد الأمريكي لخوض غمار أسبوع مليء بالأخبار والبيانات الاقتصادية أهمها تقارير الوظائف والدخل والناتج المحلي الإحمالي، والتي ستصدر في الأسبوع المقبل.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الاقتصاديات الأوروبية لا تزال تواجه ضغوطاً سلبية كبيرة وسط التكهنات حول خروج اليونان من نظام العملة الموحدة، مما جعل الأسواق المالية في مهب الريح خلال تداولات الأسبوع الماضي، ودفع اليورو لمواصلة الانخفاض ليسجل مستويات 1.2500 دولار أمريكي، الأدنى منذ حوالي 22 شهراً كما أسلفنا.
يذكر بأن ثلاثة من المسؤولين في منطقة اليورو صرحوا في الأسبوع الماضي بأن البلدان الأوروبية تحضر لخروج اليونان من منطقة اليورو، وهذا ما نفته اليونان، إذ قالت أنها لا تحضر للخروج من النظام، إلا أن هذا لم يقلص من حدة التوتر في الأسواق خلال الأسبوع الماضي، ولم يعيد للمستثمرين الثقة، في حين تشير التوقعات إلى أن هذه الحالة ستبقى مسيطرة على الأجواء حتى الانتخابات اليونانية التي سوف ترسم الطريق في حزيران/يونيو المقبل.