من أحمد أبو العينين
القاهرة (رويترز) - جابت حافلات وسط القاهرة تحمل مكبرات صوت تنطلق منها أغان تحث الناخبين على التوجه إلى لجان الاقتراع عشية الانتخابات الرئاسية التي يقول محللون إنها خلت من منافسين حقيقيين للرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولصقت على الحافلات التي تتبع محافظة القاهرة لافتات تحمل شعارات مثل "خليك إيجابي" و"شارك في انتخابات الرئاسة 2018".
ويبدأ التصويت يوم الاثنين ويستمر يومين آخرين في الانتخابات التي تعتبر على نحو فعلي استفتاء على أداء السيسي الذي يتوقع أن يحقق فوزا سهلا على مرشح وحيد غير معروف إلى حد كبير يعد من المعجبين بالسيسي.
ويريد السيسي، الذي أعلن في 2013 عندما كان وزيرا للدفاع عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين، إقبالا كبيرا على التصويت لتأكيد شرعيته بعد أن تخلى المرشحون المحتملون المعارضون عن عزمهم خوض السباق في يناير كانون الثاني قائلين إنهم تعرضوا لترهيب من السلطات أعقب إلقاء القبض على أبرز منافسيه.
ودعت شخصيات معارضة المصريين إلى مقاطعة الانتخابات لكن المتحدث باسم حملة السيسي قال إن الحكومة لم تمنع أحدا من خوض الانتخابات.
ويقول السيسي إنه حقق الاستقرار والأمن في فترة رئاسته الأولى التي استمرت أربع سنوات ودعا المصريين إلى التصويت بأعداد كبيرة.
وقال الجيش يوم الأحد إنه اتخذ إجراءات تأمين العملية الانتخابية في جميع أنحاء البلاد لتوفير "مناخ آمن" للمصريين للإدلاء بأصواتهم. وشوهد رجال شرطة يوم الجمعة يسلمون مواطنين ملصقات تحث المواطنين على التصويت.
وكان السيسي قد وعد بتحقيق الاستقرار عندما تولى المنصب لكنه يكافح لدحر متشددين موالين لتنظيم الدولة الإسلامية ينشطون في شمال سيناء واحتواء هجمات متشددين آخرين في أنحاء مصر.
ويقول مؤيدو السيسي إن الحالة الأمنية في البلاد الآن أفضل مما كانت عليه في سنوات الاضطراب التي أعقبت انتفاضة 2011.
* مركز إعلامي
حصل السيسي على قرابة 97 في المئة من الأصوات عندما انتخب رئيسا عام 2014 لكن أقل من نصف عدد الناخبين أدلوا بأصواتهم رغم أن الحكومة مددت يومي التصويت يوما ثالثا.
وقال الجيش في البيان الذي أصدره يوم الأحد إن إدارة الشؤون المعنوية به "قامت بفتح مركز إعلامي لمتابعة وسائل الإعلام المحلية والعالمية ويعمل على مدار 24 ساعة" يوميا.
وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن حملة على حرية الصحافة استهدفت قمع أي معارضة قبيل انتخابات الرئاسة. وحثت السلطات على اتخاذ إجراءات قانونية ضد وسائل الإعلام التي تقول إنها تنشر "أخبارا كاذبة" ويقول ناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان إنه جرى القبض على عدة صحفيين محليين في الشهور الماضية.
وقال بيان الجيش إن أفرادا من القوات المسلحة أقاموا نقاط تفتيش ودوريات متحركة "لتأمين محيط اللجان" الانتخابية.
وقتل شرطيان وأصيب ثلاثة آخرون وعسكري متقاعد ومدني يوم السبت في تفجير استهدف مدير أمن الإسكندرية التي تطل على البحر المتوسط.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار إلى الآن.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد بث شريطا مصورا الشهر الماضي يحث المصريين على مقاطعة الانتخابات ويدعو المتشددين إلى شن هجمات على قوات الأمن والمسؤولين.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)