مدريد، 14 يونيو/ حزيران (إفي): صدرت مؤخرا في مدينة برشلونة الإسبانية رواية "يد فاطمة" التي تتناول الحقبة التاريخية للوجود الموريسكي في البلاد، وهي الرواية الثانية للمحامي الإسباني اللامع "إيديوفونسو فالكونيس" بعد روايته الأولى "كاتدرائية البحر" التي بيع منها أكثر من 4 مليون نسخة.
وفي حوار مع جريدة "الباييس" الإسبانية اليوم ذكر فالكونيس أن تاريخ حقبة الموريسكيين دائما ما كان يستهويه الى أن ألحت عليه فكرة الرواية فلجأ الى مجموعة من الكتب التاريخية، بلغت 200 كتاب، كما استعان بعدد من الكتب التي تناولت الدين الاسلامي، فضلا عن مجموعة من الرسائل الجماعية التي تناولت الحقبة.
وفي اشارة الى صياغة عمله الأدبي، أكد "الروائي القانوني" أن الرواية التاريخية تلتزم بالتفاصيل التاريخية الحقيقية، ومن غير الممكن المساس بتفاصيل الحقبة نفسها، إلا أنه في اتجاه مواز يصبح بالامكان خلق مستوى سردي يمس حياة الافراد في الحقبة المشار اليها، وذلك من خلال بطل الرواية إرناندو.
وبسؤاله عن الصورة السلبية التي قدمت من خلالها ملكة إسبانيا ايزابيل الكاثوليكية في ذاك الوقت، أوضح أنه بالرغم من التستر وراء رداء الدين إلا أن جهودها انصبت في المقام الاول على الناحية الاقتصادية، مشيرا الى ان الازدهار الذي شهدته البلاد في تلك الآونة، لم يكن حقيقيا بالمعنى المفهود، ذلك أن الأسعار قد ارتفعت بشكل غير مسبوق، كما استشرى الفساد في قطاعات عديدة.
ويضيف فالكونيس في حديثه انه أراد أن يعكس التعايش والاندماج الذي شهدته إسبانيا تحت مظلة الثقافتين المسيحية والاسلامية، لافتا الى أن جامع قرطبة يعتبر نموذجا عالميا ملموسا لهذا التزاوج الثقافي.
وفي اشارة الى تهديدات تنظيم القاعدة باسترداد الاندلس باعتبارها من ارث الدولة الاسلامية، وصف الكاتب الامر بـ"الغباء" وشبهه بأنه مثل أن يطالب المسيحيون الان باسترداد القدس على خلفية الحروب الصليبية.
ويصر فالكونيس أنه سيصر على مواصلة الكتابة الابداعية في نفس الوقت الذي يقوم فيه بأداء عمله كمحامي، وهي المهنة التي يمارسها منذ 30 عاما، مشيرا انه سيواصل تجنب المجتمعات الادبية وحلقات الكتاب الروائيين لانها لا تهمه.
جدير بالذكر أن الموريسكيين أو "الموريسكوس" باللغة القشتالية هم الإسبان المسلمون الذين تم تعميدهم بمقتضى مرسوم الملوك الكاثوليك المؤرخ في 14 فبراير/ شباط 1502 (6 شعبان 907 هـ).
وكان عددهم كبيرا في أراجون السفلي (مقاطعة تيرول حاليا) وفي جنوب مملكة بلنسية وفي غرناطة، بينما كانت أعدادهم أقل في بقية مملكة قشتالة وذلك حسب المعلومات المستقاة من سجلات الضرائب المؤرخة في تلك الفترة.(إفي)