دبي (رويترز) - برزت المنطقة الصناعية القديمة في قطر كنقطة انتشار لفيروس كورونا المستجد في الدولة الخليجية مما عرض للخطر كثير من العمال الوافدين الذين يعيشون ويعملون بمراكز صيانة السيارات والمخازن والمتاجر الصغيرة بالمنطقة.
وسجلت قطر، حيث يشكل المغتربون أغلبية السكان، ثماني حالات إصابة جديدة بالمرض يوم الخميس ليرتفع إجمالي حالات الإصابة إلى 460 شخصا وهو العدد الأكبر بين دول الخليج العربية الست التي سجلت مجتمعة أكثر من 1300 إصابة.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة لولوة الخاطر في مؤتمر صحفي إن بين حالات الإصابة الجديدة قطريان كانا في أوروبا والباقون من العمال الأجانب.
ويوم الثلاثاء أعلنت السلطات القطرية إغلاق عدة كيلومترات مربعة من المنطقة الصناعية في العاصمة الدوحة والتي تضم أيضا مخيمات عمالية ووحدات إسكان أخرى.
وتعتمد قطر، المنتجة للطاقة، على نحو مليوني عامل أجنبي في الجزء الأكبر من قوتها العاملة معظمهم من دول آسيوية.
وقال مكتب الاتصال الحكومي في بيان يوم الخميس ردا على استفسار من رويترز "أغلبية حالات الإصابة (بفيروس كورونا) في قطر حتى اليوم توجد في المنطقة الصناعية".
وأضاف "نبذل كافة الجهود لمنع انتشار المرض في قطر وحماية جميع أفراد السكان. بناء على ذلك تم إغلاق بعض المناطق في قطر لاحتواء الفيروس".
ولم يعلق مكتب الاتصال على إجمالي عدد الأشخاص المقيدة حركتهم داخل المنطقة الصناعية أو إجمالي عدد العمال الأجانب الذين ثبتت إصابتهم أو إجمالي عدد الخاضعين للحجر الصحي وعدد المواقع التي فرض بها الحجر.
وفي 11 مارس آذار قالت السلطات إن 238 شخصا يخضعون للحجر الصحي في مجمع سكني ثبتت إصابتهم بالمرض بعد إصابة ثلاثة ساكنين في وقت سابق. وربطت بيانات لاحقة معظم الحالات المكتشفة بعمال أجانب دون ذكر جنسياتهم.
وقال مكتب الاتصال الحكومي إن السلطات تعمل مع أصحاب الأعمال على ضمان تلقي الأشخاص بالمناطق المعزولة والخاضعين للحجر الصحي لرواتبهم وحصولهم على الأغذية والماء والأقنعة الواقية ومطهرات اليد.
ومثلما فعلت باقي دول الخليج اتخذت قطر إجراءات صارمة لاحتواء انتشار الفيروس من بينها حظر عدم دخول غير القطريين وإغلاق الأماكن العامة.
وقالت لولوة الخاطر "الفترة القادمة تعد مرحلة حاسمة لكسر سلاسل انتقال الفيروس" وحثت الناس على البقاء في منازلهم.
وتستعد قطر التي على خلاف مع جارتها السعودية وحلفائها الذين يقاطعون الدوحة منذ منتصف عام 2017 لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 ببناء ملاعب وتوسيع بنيتها التحتية.
ومنذ اختيارها لاستضافة الحدث تتعرض قطر للانتقاد بسبب ما تقول جماعات حقوقية إنها ظروف عمل سيئة. وردت بتطبيق برنامج إصلاح واسع لحماية حقوق العمال وتحسين صورتها بالخارج.
ولم ترد اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لكأس العالم على استفسار رويترز بشأن ما إذا كانت هناك أي إصابات بين العاملين في مشروعات كأس العالم لكنها قالت إنها تعمل مع الحكومة والشركات على ضمان صحة وسلامة جميع المشاركين بالمشروعات.
وقالت إن الاستعدادات لاستضافة كأس العالم تسير وفق المقرر حتى الآن.
(تغطية غيداء غنطوس وليزا بارينجتون ومروة رشاد - إعداد محمد محمدين - تحرير أحمد حسن)