سعير (الضفة الغربية)، 25 فبراير/شباط (إفي): يشارك آلاف الفلسطينيين اليوم الاثنين ببلدة سعير، شمال شرق مدينة الخليل، في تشييع جثمان السجين الفلسطيني عرفات جرادات، الذي اثارت وفاته بسجن اسرائيلي السبت الماضي موجة من الاحتجاجات الغاضبة بالضفة الغربية.
ولم يخرج مناخ الغضب المتأجج بشوارع سعير- حيث كان يقيم السجين المتوفى- اليوم سكان البلدة الصغيرة فحسب، بل انضم إليهم سكان القرى المجاورة، رغبة في ابداء استيائهم حيال اسرائيل التي يحملونها مسئولية وفاته.
وكان جرادات، الذي اعتقل بتهمة القاء الحجارة، قد توفي السبت الماضي في سجن (مجدو) الاسرائيلي، وقالت إدارة السجون الإسرائيلية ان التحقيقات الاولية تشير الى ان الوفاة ناجمة عن الاصابة بأزمة قلبية.
ولم تتسبب عملية التشريح التي اجريت لجثمان جرادات في إسرائيل بحضور مدير معهد الطب الشرعي الفلسطين والأستاذ بجامعة القدس، صابر العالول، إلا في تأجيج الغضب، فقد أكد الاخير ان الجثة بدت عليها تورمات دموية وكسران في الضلوع ما ينم عن تعرضه للتعذيب.
ومن جانبهما، قال الطبيبان الاسرائيليان اللذان يديران عملية التشريح ان الدلائل ليست قاطعة، على اعتبار ان هذه التورمات الدموية والكسور قد تكون ناجمة عن محاولات انعاشه.
وكانت وزارة الصحة الاسرائيلية قد دعت الليلة الماضية الى انتظار نتائح الفحص النهائية لتحديد اسباب وفاة جرادات.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، قد طالب الأحد بكشف الحقيقة حول وفاة جرادات، واعتبر أنه "لا يمكن إعفاء الاحتلال من المسئولية، حيث لا يمكن فصل واقعة الوفاة عن كونها وقعت في ظروف اعتقال، وفي سجون الاحتلال داخل إسرائيل، الأمر الذي يشكل بحد ذاته مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة".
وكان وزير الأسرى بالسلطة الوطنية الفلسطينية، عيسى قراقع، قد حمل أمس إسرائيل مسئولية وفاة جرادات وطالب بإجراء تحقيق فوري. (إفي)