تأثرت العلاقات التجارية بين المملكة السعودية و الولايات المتحدة الأمريكية سلبا خلال السنوات الأخيرة, و ذلك على خلفية الأزمات المالية التي عصفت بالعالم, وعلي الرغم من حالة التدهور الاقتصادي التي تسيطر على أمريكا حاليا (أزمة الركود). إلا أن الأرقام الواردة من سجل صادرات الحكومة السعودية يؤكد أن المملكة حريصة رغم تلك الظروف الصعبة على إنعاش حجم الصادرات و التبادل التجاري بين البلدين, و أشارت التقارير المعلن عنها في وسائل الإعلام السعودية إلي زيادة حجم الصادرات من المملكة إلي أمريكا بنسبة تتعدى الـ40%, إذا ما قورنت بنسب الصادرات السعودية إلي أمريكا في نفس الوقت من العام السابق 2010.
جدير بالذكر أن هذه الظروف الاقتصادية السيئة لم تؤثر سلبا علي الصادرات السعودية إلي أمريكا فحسب, و لكنها امتدت لتطول كافة المصدرين البارزين أيضا. إلا أن المسئولين الأمريكيين قد أكدوا أنهم وضعوا من الخطط ما يؤهلهم لتفادي تلك الظروف خلال السنتين القادمتين.
و يؤكد المتابعون لملف الصادرات السعودي-الأميركي أنه قبيل الانتعاشة الأخيرة بأربع سنوات, فان الملف قد شهد تراجعا في حجم الصادرات لم يشهده من قبل, إذ انخفض خلال النصف الأول من 2009 بمقدار 60% (32 بليون دولار) عن الحجم المحقق في 2008. إلا أن هذه النسبة قد زادت بنسبة 40% خلال النصف الثاني من 2009, و ذلك على خلفية الاصطلاحات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة الأمريكية آنذاك.
ماذا تصدر السعودية إلي أميركا ؟
يكتظ ملف الصادرات من السعودية إلي أمريكا بعشرات السلع التي فاق عددها حاجز الـ100 بند, أهمها علي الإطلاق هو خام النفط سواء في صورته الأصلية أو في صوره المشتقة (المنتجات البتروكيماوية). و ذلك إضافة إلي بعض منتجات الأقمشة الصناعية و المنتجات البلاستيكية. و برغم تشكيلة البضائع المصدرة إلي أميركا, إلا أن النفط كان و سيظل المتحكم الأساسي في قيمة حزمة الصادرات السعودية ككل.حيث يشكل 90% من إجمالي قيمة الصادرات عموما. فيما تمثل باقي السلع نسبة الـ10% الباقية.
و تأكيدا علي ما سبق ذكره, فان المسئولون بوزارة التجارة السعودية كانوا قد أكدوا علي أن انهيار الصادرات في 2009 كان سببه الرئيسي هو تراجع صادرات النفط الي أمريكا علي خلفية قرار منظمة أوبك آنذاك بخفض إنتاج دولها الأعضاء. و يتوقع المسئولون أن تشهد الفترة القادمة تحسننا ملموسا في حجم الصادرات السعودية إذا استمرت الأوضاع علي ما هو عليه.
www.nuqudy.com/نقودي.كوم