من ديمتري زدانيكوف وستيفن أدلر وسايمون روبنسون
دافوس (سويسرا) (رويترز) - قال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية إن شركة النفط العملاقة تتطلع إلى التوسع في الولايات المتحدة حيث تجعل التخفيضات الضريبية التي استحدثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودعمه لصناعة النفط، مناخ الأعمال أكثر جاذبية بشكل متزايد.
وتسيطر أرامكو بالفعل على مصفاة نفطية كبيرة في تكساس، وتستعد أيضا لإطلاق ما يمكن أن يكون أكبر طرح عام أولي في العالم وتدرس إدراج أسهمها في بورصة نيويورك بين بضع بورصات محتملة.
وقال الناصر في مقابلة مع رويترز "نتطلع إلى فرص جديدة للأعمال في الولايات المتحدة، ومع خفض الضرائب سيكون الأمر أكثر ربحية...إنه جزء من استراتيجيتنا لتنمية أنشطة أعمالنا في أمريكا".
ومتحدثا على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا قال الناصر "إدارة ترامب تتخذ موقفا إيجابيا من قطاع الطاقة. ما دام ما يفعلونه يصب في مصلحة الجميع والاقتصاد الأمريكي ينمو، فنحن سعداء. صناعة النفط بأكملها تستفيد من الإدارة الحالية".
ومن المنتظر أن يتحدث ترامب في دافوس يوم الجمعة وشجع أرامكو على الإدراج في بورصة نيويورك.
وتريد أرامكو الإدراج هذا العام. وتقول مصادر إن السعودية أعدت قائمة مختصرة بثلاث بورصات، هي نيويورك ولندن وهونج كونج، لإدراج الشق الدولي من أسهم أرامكو في واحدة منها أو إثنتين أو الثلاثة جميعها.
وواشنطن حليف سياسي منذ وقت طويل للرياض، وتتيح بورصة نيويورك أفضل سيولة بين جميع البورصات، لكنها تتطلب قدرا من الافصاح والشفافية أكبر من بورصتي لندن وهونج كونج.
وقال الناصر "هذه شركة تقدم جزءا كبيرا من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. هناك إيجابيات وسلبيات في كل بورصة. الأمر يحتاج إلى تحليل جيد".
وتابع قائلا "بالطبع، بورصة نيويورك هي الأفضل من حيث السيولة. لكن الأمر لا يتعلق بالسيولة فقط. إنه يتعلق أيضا بقواعد تنظيمية أخرى ومدى سهولة ممارسة النشاط في تلك الأسواق".
وتدرس السعودية أيضا إدراج أسهم أرامكو في بورصتها المحلية (تداول)، لكن هناك مخاوف من إغراق البورصة. وأشار الناصر إلى طلب من مجلس الشورى لهيئة السوق المالية لدراسة تأثير إدراج أرامكو على سوق الأسهم السعودية.
وقال "كل هذه الأشياء تحتاج إلى دراسة... هم (مجلس الشورى) يسألون سؤالا مشروعا".
* منتج منخفض التكلفة
قال الناصر إنه ليس قلقا من ابتعاد عدد متزايد من المستثمرين والصناديق، بما في ذلك صندوق الثروة السيادية في النرويج وهو الأكبر في العالم، عن الاستثمار في الأسهم النفطية.
وأضاف قائلا "نحن نعرف أننا المنتج الأقل تكلفة في العالم...إنني واثق من أن أرامكو ستكون جذابة".
وقال الناصر إن من المنتظر أن يساعد طلب عالمي قوي وتخفيضات الإمدادات التي تقودها أوبك في تحقيق التوازن بين العرض والطلب، بما يؤدي إلى تقليص المخزونات النفطية إلى متوسط خمس سنوات بحلول نهاية العام.
وأضاف أنه ليس قلقا من تزايد صادرات الولايات المتحدة النفطية، رغم أن الحصة السوقية للمملكة تتراجع في بعض الأسواق الرئيسية.
وتابع قائلا "لدينا حصة جيدة في كل سوق. ليس لدينا مشكلة فيما يتعلق بالحصة السوقية. اتفاقات مبيعاتنا الطويلة الأجل تسير على ما يرام".
وإدراج أسهم أرامكو جزء من إصلاحات أوسع يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقال الناصر إن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية تتسارع.
ومضى قائلا "التنويع مهم...نحتاج إلى تحديد قطاعات أخرى بدلا من الاعتماد على النفط والغاز. الخصخصة مهمة أيضا حيث تستطيع تحسين جودة الخدمة. أطر العمل التنظيمية تشهد أيضا تغيرا كبيرا. نعمل على تيسير المناخ لقطاع الأعمال.
"نحن نفتح البلد بشكل كبير...هذه تغييرات ضخمة".
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)