بكين (ا ف ب) - اعلنت الصين الاربعاء عن زيادة تبلغ نحو 15% في ميزانيتها العسكرية في 2009 على الرغم من الازمة الاقتصادية مما يفترض ان يثير قلق الولايات المتحدة واليابان.
واعلن الناطق باسم البرلمان الصيني لي تشاوسينغ الاربعاء ان الميزانية العسكرية للصين سترتفع بنسبة 14,9% في 2009، مؤكدا انها زيادة متواضعة.
واوضح لي في مؤتمر صحافي ان النفقات العسكرية لهذه الدولة الآسيوية العملاقة ستبلغ هذه السنة 480,68 مليار يوان (حوالى 56 مليار يورو) تشكل 6,3 من موازنتها.
وكانت الموازنة العسكرية الصينية ارتفعت بنسبة 17,6% على مدى عام في 2008. وبالزيادة الجديدة، تكون الموازنة العسكرية تضاعفت بالمقارنة مع 2006.
وصرح رئيس المنتدى السلمي في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية رالف كوسا "كان يمكننا ان نتوقع تباطؤا في وثيرة الارتفاع كما حدث في الولايات المتحدة".
واوضح لي عشية افتتاح الدورة السنوية للجمعية الوطنية الشعبية (البرلمان الصيني) ان "الميزانية العسكرية ستشهد ارتفاعا متواضعا هذه السنة".
واضاف ان هذه النفقات ستخصص لتحديث القوات العسكرية وتحسين مستوى معيشة الجنود.
واكد لي الذي شغل في الماضي منصب وزير الخارجية، ان الجيش الصيني لا يشكل "اي تهديد" للدول الاجنبية لان الصين "تتبع بحزم طريق التنمية السلمية (...) وليس لديها نفقات عسكرية مخفية".
وتابع "تقليديا في الصين نقول ان الجيش يحب الشعب والشعب يحب الجيش. اذا كان مستوى معيشة الناس يتحسن فلماذا لا يتحسن مستوى اشقائنا الجنود؟".
واضاف ان الجيش الصيني يجب ان يتكيف مع النزاعات الجديدة "وتعزيز الاستثمارات في مجالات تكنولوجيا المعلومات".
واشار ايضا الى ضرورة اصلاح المنشآت العسكرية التي تضررت بالزلزال الذي ضرب الصين العام الماضي.
وكان المسؤولون الصينيون برروا زيادة ميزانية الدفاع في السنوات الاخيرة بضرورة تحسين الظروف المعيشية للعسكريين.
والجيش الشعبي للتحرير هو اكبر جيش في العالم في عديد قواته ويضم 2,3 مليون رجل، حسب ارقام رسمية تعود الى 2006.
وتنتقد الولايات المتحدة باستمرار نقص الشفافية في هذه الموازنة والتهديد الذي يمكن ان تشكله الطموحات العسكرية الصينية على الامن في المنطقة.
وقال الناطق باسم البرلمان الصيني ان النفقات العسكرية الصينية لا تشكل اكثر من 1,4% من اجمالي الناتج الداخلي "مقابل 4% في الولايات المتحدة واكثر من 2% في دول مثل بريطانيا وفرنسا" على حد تعبيره.
واضاف "بالمقارنة مع دول اخرى في العالم، يمكننا القول ان النفقات العسكرية الصينية قليلة نسبيا".
وحددت موزنة الدفاع الاميركية الاساسية ب533,7 مليار دولار للسنة المالية 2010، اي بزيادة نسبتها 4% عن 2009 حيث تبلغ الموازنة 513,3 مليار دولار.
ويرى خبراء ان النفقات العسكرية الصينية اكبر من ذلك بكثير.
وقال كوسا ان "تقديرات حجم الميزانية الحقيقي (للصين) هي اكثر بثلاث او اربع مرات من ذلك. لكن عندما تطور الصين صواريخ او قذائف لا نعرف ما اذا كانت نفقاتها مدرجة في الموازنة".
واضاف "السؤال الحقيقي هو معرفة الى اين يسير التطور العسكري الصيني".