من سارة مارش
هافانا (رويترز) - شكر زعيم كوبا المتقاعد فيدل كاسترو الكوبيين على احتفائهم بعيد ميلاده التسعين يوم السبت في مقال أذاعته وسائل الإعلام الرسمية لم ينس فيه الزعيم الثوري اليساري انتقاد عدوه القديم الولايات المتحدة.
وشهدت كوبا استعدادات مكثفة هذا الشهر لتكريم "القائد" الذي قاد ثورة 1959 وأقام دولة شيوعية على أعتاب الولايات المتحدة ونجا من مئات من محاولات الاغتيال.
وعلى النغمات اللاتينية احتفل الآلاف بطول طريق ماليكون الساحلي في هافانا حتى الساعات الأولى من صباح يوم السبت بعيد ميلاد الزعيم بينما أضاءت عاصفة رعدية على مبعدة سماء الليل.
وانتشرت قوارب ملونة تحمل راقصين وفرق موسيقى الصالصا بطول كيلومترات من المجرى المائي الذي يطل عليه طريق ماليكون في وقت تزامن فيه مهرجان هافانا السنوي هذا العام مع الاحتفال بمولد كاسترو.
وتراوحت الاحتفالات بالمناسبة من أحداث تقليدية مثل نشر صور تبرز لقطات من حياته إلى مظاهر غريبة مثل صنع سيجار طوله 90 مترا ليكون أطول سيجار في العالم.
وحين دقت الساعة معلنة انتصاف الليل عزفت فرقة في ساحة (أنتي إمبرياليست تريبيون) الواقعة أمام السفارة الأمريكية التي افتتحت مؤخرا أغنية "عيد ميلاد سعيد" احتفاء بكاسترو بينما انطلقت الألعاب النارية على الضفة الأخرى.
وكتب كاسترو في مقال للرأي "أريد أن أعبر عن عميق امتناني لمظاهر الاحترام والتحية والهدايا التي وصلتني .. وهو ما يمنحني القوة لرد الجميل من خلال (تقديم) الأفكار."
واستغرق كاسترو الذي سلم مقاليد الحكم في عام 2008 إلى أخيه الأصغر راؤول لمرضه في سرد ذكريات عن شبابه وطفولته في مزرعة الأسرة بقرية بيران بشرق البلاد كما استدعى بصفة خاصة ذكرى والده الذي توفي قبل الثورة.
وكتب كاسترو "عانى قليلا .. من أبنائه الذكور الثلاثة.. الثاني والثالث كانا غائبين وبعيدين حيث كانا يؤديان واجبهما في أنشطة ثورية."
وأضاف كاسترو أنه منذ ذلك الحين أدرك أن راؤول ينبغي أن يحل محله إذا وقع له أي مكروه وبصفة خاصة إذا نجحت الولايات المتحدة في قتله.
وكتب "لطالما سخرت من الخطط المكيافيلية لرؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين."
ووجه كاسترو اللوم إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب خطاب ألقاه في مايو أيار حين زار هيروشيما موقع أول هجوم نووي عالمي وقع ابان الحرب العالمية الثانية.
وقال كاسترو إن أوباما "لم يجد الكلمات لطلب الصفح عن قتل مئات الآلاف من البشر."
وانتقد "الزعيم التاريخي" في مقال سابق نشره في مارس آذار الرئيس الأمريكي واتهمه بتوجيه الكلام الطيب إلى الشعب الكوبي أثناء زيارته للجزيرة -وهي الأولى لزعيم أمريكي في 88 عاما- وإغفال الإشارة إلى إنجازات الحكم الشيوعي.
ويشعر كثير من الكوبيين أن كاسترو لم يعد قادرا على مواكبة مجريات الزمن. ويسعى راؤول منذ توليه السلطة إلى تحقيق انفراجة في العلاقات مع الولايات المتحدة بعد نصف قرن من الجمود.
وأدخل راؤول إصلاحات بشأن الأسواق بهدف تنشيط الاقتصاد الذي تهيمن عليه الدولة وعزز الحريات الشخصية فيما يتصل على سبيل المثال بحق السفر إلى الخارج.
لكن كل ذلك لم يوقف سيل التهاني إلى كاسترو بمناسبة يوم ميلاده.
وما زال كثير من الكوبيين يوقرون كاسترو لأنه حرر بلادهم من السيطرة الأمريكية وأدخل نظامي رعاية صحية وتعليم عالميين ومجانيين.
وقال ألدو زامورا (40 عاما) الذي كان يبيع بالونات ملونة "فيدل هو أجمل شيء حدث لبلدنا."
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)