في يناير كانون الثاني، استوردت الصين 413,964 طنا من النحاس، بزيادة 13.6% عن الشهر نفسه من عام 2011. ويزيد أثر هذا الارتفاع إذا أوردنا في الاعتبار أن عيد رأس السنة القمرية الصينية قد جعل يناير هذا العام يضم أربعة أيام عمل أقل من السنة الماضية. وعلى أية حال، فقد تجاوزت واردات النحاس التقديرات السابقة المجمع عليها. وقد كان ديسمبر كانون الأول من عام 2011 شهرا جيدا للمستثمرين في النحاس إذ إن الصين قد استوردت خلاله 508,942 طنا من النحاس، وهي زيادة مذهلة نسبتها 47.7% عن العام السابق.
إن الصين تكدس النحاس، حيث ازداد مخزونها من هذه السلعة خلال الربع الأخير من العام الماضي بما يقارب 300,000 طن، علما بأن هذا المخزون كان كبيرا بما فيه الكفاية حتى قبل هذه الزيادة.
والملاحظ أن مشتريات الصين من النحاس تتجاوز بكثير توقعات الاستهلاك، إذ تتراوح توقعات نمو استهلاك النحاس الصافي لهذا العام بين 6% و 6.6%، وهو انخفاض واضح عن نموها في سنة 2011 والذي بلغ 8.5%، وعن القفزة الذي حققها سنة 2010، حين ازداد بنسبة 11.5%.
وقد يتضح أن التقديرات بالنسبة لعام 2012 كانت في حدها الأعلى، إذ إن البناء في الصين يواجه احتمالات مقلقة هذا العام، نظرا لاعتدال الأسعار في بعض القطاعات وانخفاضها في أخرى، وهبوطها الحاد في عدد من قطاعات البناء. أما صانعو الأجهزة الكهربائية المنزلية، والذين يعتبرون ثاني أكبر مستهلك للنحاس في الصين، فيواجهون سنة قاسية، بعد أن وضعت الحكومة الصينية حدا في 31 ديسمبر كانون الأول الماضي لسياسة دعم مشتريات الأجهزة الكهربائية والتي استمرت سنتين. هذه العوامل، بالإضافة إلى التباطؤ الاقتصادي، قادت الباحث شين جياوكيانغ إلى توقع هبوط الطلب على النحاس في الصين إلى النصف خلال العام الحالي، ليبلغ أضعف حالة له منذ عام 2006.
لماذا إذن يتهافت الصينيون على شراء النحاس؟ يعتقد البعض بأن الصينيين يتوقعون نقصا في هذا المعدن مستقبلا، فيما يرى البعض الآخر أنها مجرد محاولة من الصينيين لاستغلال انخفاض الأسعار في الآونة الأخيرة. ولكن آخرين يعتقدون بأن مسؤولي البنك المركزي الصيني قد سئموا امتلاك السندات الحكومية الأمريكية وأصبحوا يفضلون امتلاك الأصول المادية.
وهناك سبب آخر، يكمن في أرقام التبادل التجاري التي نشرتها الإدارة العامة للجمارك قبل أيام، والتي كشفت أن الصادرات الصينية انخفضت بنسبة 0.5 بحساب سنوي، أما بحساب شهري، فقد هبطت بنسبة 14.2%. ولكن رغم هذا الهبوط، فقد بلغ الفائض في الميزان التجاري 27.3 مليار دولار في نهاية يناير كانون الثاني، بعد أن بلغ 16.5 مليار دولار في ديسمبر كانون الأول، و6.5 مليار دولار قبل ذلك بسنة.
www.nuqudy.com/نقودي.كوم