investing.com - على بعد ثلاثة ساعات من سياتل، تقع مدينة صغيرة تدعى "ويناتشي"، تشتهر ويناتشي بالزراعة ولكنها مؤخرا أصبحت مركز لتعدين العملات الرقمية.
وقال رجل الأعمال ديفيد كارلسون، الذي يدير واحدة من المنشآت في المدينة، إن العملات الرقمية تبرر التكلفة الضخمة لمراكز التعدين، وهذه المراكز يمكن تشغليها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في إصدار المزيد من العملات الرقمية. ويحلم كارلسون بالتوسع في هذا المجال، وزيادة عدد منشآت التعدين إلى عشر أضعاف عددها الحالي، سواء في ويناتشي أو أي مدينة أخرى.
وبالنسبة للعملات الرقمية فأشهرها البيتكوين، التي وصل سعرها إلى 19700 دولار في ديسمبر من العام الماضي، وانخفض سعرها ليصل إلى 6300 دولار حاليا. وعلى الرغم من طبيعتها المتقلبة إلا أن الأسعار المرتفعة أدت إلى تمويل صناعة جديدة بالكامل وحققت أرباح ضخمة للعديد من الناس مثل كين بوساك، صاحب قناة "Pure Blockchain Wealth" على موقع يوتيوب، الذي يستخدم عملاته من البيتكوين في سد احتياجاته اليومية.
وخلافا للدولار والعملات التقليدية، لا يتم إصدار العملات الرقمية من قبل الحكومات أو البنوك، بل تصدر من خلال عملية التعدين، وهي عملية التحقق من المعاملات ومعالجتها من خلال خوادم الكمبيوتر.
ويحصل القائمين بهذه العملية على مكافآت مالية، لذا فمع عدد كاف من أجهزة الكمبيوتر القوية يمكن أن تدر عملية التعدين ربحا وفيرا، وهذا بالتحديد هو ما تفعله شركة ديفيد كارلسون. وقد اختار كارلسون مدينة ويناتشي كمركز لعمليات التعدين بسبب تواجد السدود على نهر كولومبيا، والتي تولد طاقة كهرومائية رخيصة، مما جذب هواة التعدين إلى هذه البقعة من البلاد.
ولكن هناك العديد من المخاوف المتعلقة بإنشاء مركز لشركات التعدين في المدينة ، أولهم الاستهلاك الكبير للكهرباء، إذ يجب على المسؤولين التأكد من كفاية الطاقة لخدمة كل من سكان المدينة وشركات التعدين، ثانيا الضجيج الناتج عن معدات التعدين والتي لا تجعلها مناسبة للتواجد في المناطق السكانية، ثالثا مخاوف تتعلق بسلامة البنية التحتية للمدينة والتي قد تتعرض للانهيار بسبب معدات التعدين.
ومن ضمن المشاكل المتعلقة بهذه الصناعة، هو تقلب الأسعار، ومع ارتفاع الأسعار يوما وتراجعها في اليوم التالي، يخشى الكثيرون من أن يتسبب التقلب في انهيار الصناعة بالكامل.
هذا وقد استحوذت شركة تعدين للعملات الرقمية تدعى "كوين مينت" على مصنع الألمونيوم ""Alcoa بالقرب من مدينة ماسينا، في شمال ولاية نيويورك في شهر يونيو الماضي، وتستثمر "كوين مينت" نحو 700 مليون دولار لتحويل المصنع إلى مركز عملاق لتعدين البيتكوين، والذي سيصبح الأكبر عالميا عند اكتماله