يواصل الاقتصاد الأمريكي المسير في هذا الأسبوع المليء بالبيانات عزيزي القارئ، في حين يترقب جمهور المستثمرين اليوم بفارغ الصبر صدور تقرير الناتج المحلي الإجمالي في قراءته الثانية للربع الرابع من العام 2011، حيث تشير التوقعات إلى صدور التقرير بنفس القراءة السابقة والبالغة 2.8%، بسبب الأداء المعتدل الذي تمتع به الاقتصاد الأمريكي في تلك الفترة.
ولا بد لنا من الإشارة عزيزي القارئ إلى أن ضعف معدلات الطلب، ارتفاع معدلات البطالة، إلى جانب تشديد شروط الإئتمان، ستواصل إثقال كاهل الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين يواصل الفدرالي الأمريكي التأكيد على أن عجلة التعافي والانتعاش في الولايات المتحدة تواصل "الاعتدال" بشكل عام.
وقد يشهد العام 2012 الحالي وفي الربع الأول تعثراً بسيطاً في عجلة التعافي والانتعاش في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استمرار أزمة الديون الأوروبية، وعلى الرغم من انخفاض معدلات البطالة إلى 8.3% مؤخراً، في حين يبدو ذلك الانخفاض في معدلات البطالة غير قادر على دعم الأوضاع الاقتصادية بالشكل المنشود في الولايات المتحدة الأمريكية .
على أية حال فالبيانات الاقتصادية والتي ستصدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي سوف تظهر كما ذكرنا آنفاً وبحسب توقعات المحللين عند 2.8%، هذا بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي، علماً بأن القراءة السابقة كانت مسجلة عند 2.8%، في حين تشير التوقعات إلى صدور الناتج المحلي الإجمالي المقاس بالأسعار عند مستويات 0.4% وبنفس القراءة السابقة، في حين يتوقع المحللون صدور القراءة الثانية للانفاق الشخصي عند نفس المستويات السابقة والبالغة 2.0%، أما نفقات الإستهلاك الشخصي فمن المتوقع أن تصل إلى 1.1% وهي ذاتها القراءة السابقة.
وستتناول البيانات والأخبار الأخرى والتي سوف تصدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم أداء قطاع الصناعة إلى جانب تقرير كتاب بيج، وبداية ببيانات قطاع الصناعة، فمن المتوقع أن يؤكد المؤشر على ارتفاع وتيرة الأنشطة الصناعية خلال شباط/فبراير، ليصل المؤشر إلى 61.0، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 60.2.
قطاع الصناعة الأمريكي، تميز في الآونة الأخيرة بأداء جيد، وبالأخص عقب انكماشه في الربع الثالث من العام الماضي 2010، كما وسيترقب المستثمرون اليوم صدور تقرير كتاب بيج الأمريكي، والذي يعطي نظرة عامة لآخر مستجدات الأوضاع في كافة أنحاء الاقتصاد الأمريكي في الفترة السابقة.
وبالحديث عن المؤشرات الأمريكية، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في تعاملاتها الآجلة قبيل انطلاق جرس بداية الجلسة، حيث ارتفع مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.2 بالمئة أي بواقع 25 نقطة ليصل إلى 13022 نقطة، في حين ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بنيبة 0.3 بالمئة ليصل إلى مستويات 1374.20 نقطة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:29 صباحاً بتوقيت لندن).
أخيراً وليس آخراً، فقد جاء هذا الارتفاع في ظل ترقب المستثمرين لشهادة رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي حول السياسات النقدية للبنك الفدرالي الأمريكي والنظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي، في حين عزي الارتفاع بشكل رئيس إلى إعلان البنك المركزي الأوروبي عن تقديم قروض لثلاث سنوات إلى 800 بنك أوروبي بقيمة 529.5 مليار يورو أو بما قيمته 712.2 مليار دولار أمريكي بسعر فائدة متدني تصل إلى 1.0%، بأعلى مما توقّع المحللين عند 470 مليار يورو، هذا مع العلم أن 523 بنكاً أوروبياً اقترضوا خلال كانون الأول/ديسمبر 489 مليار يورو، وذلك سعياً من البنك للحد من معضلة السيولة المحتملة في القطاع المالي الأوروبي.