سيول، 20 مايو/آيار (إفي): عادت شبه الجزيرة الكورية لتشهد فصلا جديدا من الحرب غير المعلنة بين الجارتين الشمالية والجنوبية، بعد قيام سيول اليوم باتهام بيونج يانج رسميا بالمسئولية عن غرق سفينتها الحربية (تشيونان) في 26 مارس/آذار الماضي.
وبعد تحقيقات استمرت عدة اسابيع قام بها فريق من الخبراء من 4 دول أخرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والسويد)، أعلنت كوريا الجنوبية عن "أدلة دامغة" تثبت مسئولية النظام الشيوعي في كوريا الشمالية عن غرق السفينة، على الرغم من تكرار نفي بيونج يانج لتلك المسئولية ووصفها لتقرير الحادث بـ"المسرحية المزيفة".
ويمثل حادث غرق السفينة الذي أودى بحياة 46 ملاحا من أصل 104 هم أفراد الطاقم، الواقعة الأخطر من نوعها بين البلدين منذ 1987 عندما أطلقت كوريا الشمالية قنبلة على طائرة كورية جنوبية مما أدى إلى مصرع كافة ركابها الـ115.
وكان الكوري الجنوبي يون دوك يونج، المسئول بفريق التحقيق الدولي، قد أبرز أن السفينة غرقت نتيجة طوربيد من طراز CHT-025 من إنتاج كوريا الشمالية وعليه 250 كجم من المتفجرات، وذلك أثناء قيام السفينة بدورية بالقرب من الحدود البحرية المتنازع عليها مع كوريا الشمالية في البحر الأصفر.
ويمثل الدليل الرئيسي في نتيجة التحقيقات، جزء من الطوربيد عثر عليه في مكان الحادث وعليه رقم متسلسل بأحرف تستخدمها كوريا الشمالية، كما أكد الخبراء أنه في وقت الحادث كانت هناك غواصات كورية شمالية فقط في تلك المنطقة من البحر الأصفر.
وعقب إعلان التقرير، تعهد رئيس كوريا الجنوبي لي ميونج باك برد "حازم" من خلال "تعاون دولي وثيق" لتعترف بيونج يانج بمسئوليتها عن الحادث، وسط توقعات بإحالة ملف القضية لمجلس الأمن لبحث تشديد العقوبات على كوريا الشمالية التي سارعت من جانبها لنفي التهمة، واصفة الرئيس لي بـ"الخائن" وهددت بـ"شن حرب" في حالة فرض أي عقوبات عليها جراء الحادث.
كما أعلنت سلطات كوريا الشمالية أنها على استعداد لإرسال وفد إلى سيول لفحص الأدلة التي استندت عليها نتائج التحقيقات.
وتوالت ردود الأفعال المتباينة بعد إعلان نتيجة التحقيقات حيث اعتبرت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لسيول، أن الحادث "اعتداء" من بيونج يانج و"تحدي للسلام والأمن الدوليين" وانتهاك للهدنة بين البلدين.
أما عن الصين، الحليف الرئيسي ليونج يانج، فكان رد فعلها أكثر هدوءا حيث وصفت حادث غرق السفينة الحربية بـ"المؤسف"، وأعربت عن أملها في حل هذه الأزمة عبر الحوار بين الأطراف المعنية.
ومن جانبها اعتبرت اليابان أن الهجوم الكوري الشمالي "لا يغتقر" وأكدت التزامها بدعم كوريا الجنوبية.
وتشير كافة الدلائل إلى أن حادث غرق "تشيونان" يقضي على أي آمال باستئناف الحوار السداسي حول الملف النووي الكوري الشمالي، والمتوقف منذ ديسمبر/كانون أول 2008.
يذكر أن الكوريتين لم توقعا أي اتفاقية سلام بعد الحرب التي نشبت بينهما (1950-1953) وانتهت باتفاق هدنة وقعته ايضا الصين والولايات المتحدة، الممثلة عن قوات الأمم المتحدة.(إفي)