من باربرا لويس
بروكسل (رويترز) - قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن أزمة الهجرة حلت محل قضية التغير المناخي على جدول أعمال محادثات قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع مما دفع الناشطين في مجال البيئة إلى اتهام الكتلة الأوروبية بتخليها عن زعامتها بشأن القضايا البيئية.
وكان من المتوقع أن تبحث المحادثات يومي الخميس والجمعة اتفاقية باريس التي أبرمت في ديسمبر كانون الأول بشأن التغير المناخي وأشادت بها المفوضية الأوروبية بوصفها انفراجة تاريخية.
لكنها قالت بعد ذلك إنها لن تراجع حتى العقد المقبل الهدف الذي وضعته بشأن خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على الرغم من أن بعض الدول الأوروبية وناشطين في مجال البيئة يرون أن اتفاق باريس أفسح المجال أمام اتخاذ إجراءات جذرية قريبا.
ولدى سؤاله ما إذا كان بند التغير المناخي قد أزيح بغية التركيز على الهجرة والوضع الاقتصادي قال مسؤول أوروبي اشترط عدم الكشف عن هويته "باختصار نعم."
وقال مسؤول آخر إن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي يرأس حاليا محادثات المؤتمر "لم يرغب في مناقشة قضية المناخ."
وتمثل بولندا مسقط رأس توسك والتي يعتمد اقتصادها على الفحم الحجري عائقا أمام أي اتفاق أوروبي لزيادة وتيرة تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد لا ينتج انبعاثات الكربون.
وعبر وزراء البيئة الذين التقوا في بروكسل في وقت سابق هذا الشهر عن قلقهم من أن الاتحاد الأوروبي ليس طموحا بما فيه الكفاية حيال هذا الموضوع.
وكانت فرنسا بوصفها البلد المضيف لمباحثات باريس في طليعة الداعين لدفع أوروبا للحفاظ على قيادتها لقضية التغير المناخي قبل اجتماع في نيويورك الشهر المقبل لفتح اتفاقية باريس رسميا للتوقيع عليها.
ولم تعلق المفوضية الأوروبية يوم الاثنين لكنها قالت إنها ستكون حاضرة بشكل بارز في اجتماع نيويورك ودعت الحكومات إلى التصديق على اتفاقية باريس سريعا.
وبعيدا عن الناشطين البيئيين المستائين قال عدد من المحللين العسكريين إن خطط الاتحاد الأوروبي قد تختزن في طياتها عددا من المشكلات.
وقال المبعوث البريطاني السابق في محادثات المناخ الأدميرال المتقاعد نيل موريسيتي لرويترز "نحتاج في الواقع أن نشهد بعض الخطوات الفعلية ليس فقط في مجال التعامل مع الظواهر بل أيضا في معالجة الأسباب."
وأضاف موريسيتي "جرى التأكد من أن أحد الأسباب المساهمة في انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا هو تأثير التغير المناخي."
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)