من بروس والاس
باريس (رويترز) - يبدأ زعماء العالم محاولة طموحة يوم الاثنين لوقف الارتفاع المتزايد في درجات حرارة كوكب الأرض ودعوا لإيجاد أرضية مشتركة خلال محادثات تستمر أسبوعين في العاصمة الفرنسية باريس بهدف وقف اعتماد الاقتصاد على الوقود الحفوري.
يصل الزعماء إلى محادثات الأمم المتحدة للتغير المناخي في باريس مسلحين بوعود ومصحوبين بتوقعات كبيرة. وبعد عقود من المفاوضات الشاقة التي شهدت إخفاق قمة سابقة في كوبنهاجن قبل ست سنوات فإن من شبه المؤكد التوصل لشكل ما من الاتفاق التاريخي بحلول منتصف ديسمبر كانون الأول.
وأدت تحذيرات من علماء المناخ ومطالب ناشطين ونصائح زعماء دينيين مثل البابا فرنسيس إلى جانب تحقيق تقدم كبير في مصادر أنظف للطاقة مثل الطاقة الشمسية إلى زيادة الضغوط لخفض انبعاثات الكربون المسؤولة عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
ويقول معظم العلماء إن الفشل في الاتفاق على إجراءات قوية في باريس سيدفع بالعالم صوب متوسط درجات حرارة مرتفعة بشكل لم يحدث من قبل لتجلب معها عواصف أكثر فتكا وموجات جفاف متكررة أكثر وارتفاع منسوب مياه البحر بسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية.
وفي مواجهة مثل هذه التوقعات المثيرة للقلق يأتي زعماء أكثر من 150 دولة مسؤولة عن نحو 90 في المئة من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري وهم يحملون تعهدات بخفض إنتاج بلادهم من الكربون لكن بدرجات متفاوتة.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن التوصل إلى اتفاق دولي يلزم الدول الغنية والنامية بمحاربة الاحتباس الحراري يعني "أن يكون بإمكاننا التأكد من أننا نفعل الصواب من أجل الأجيال القادمة."
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند لصحيفة 20 دقيقة "إن مستقبل الإنسانية على المحك في هذا المؤتمر. سيقسو التاريخ في حكمه على رؤساء الحكومات إذا أضاعوا هذه الفرصة في ديسمبر."
وعشية القمة شارك مئات الآلاف من أستراليا إلى باراجواي في أكبر يوم للفعاليات الخاصة بتغير المناخ في التاريخ ووجهوا رسالة لزعماء العالم مفادها أنه "لا يوجد كوكب بديل" وعلى العالم ان يعمل على محاربة تغير المناخ.
وألقت الشرطة الفرنسية القبض على العشرات بعد اشتباكات عنيفة في وسط باريس. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 200 محتج كان بعضهم ملثما ورد المحتجون بإلقاء الحجارة والشموع على الشرطة.
وسيجتمع الزعماء في مركز للمؤتمرات بمطار لو بورجيه قرب المكان الذي هبطت فيه عام 1927 طائرة تشارلز ليندبرج أول من عبر المحيط الأطلسي في طائرة بمفرده الأمر الذي ساهم في التقريب بين الشعوب.
وبعد وصولهم لباريس التي شددت إجراءات الأمن فيها بعد أن شن إسلاميون متشددون هجمات قتلوا خلالها 130 شخصا يوم 13 نوفمبر تشرين الثاني سيسمح لكل زعيم بإلقاء كلمة مقتضبة لا تتعدى مدتها دقائق قليلة.
والهدف من المحادثات هو زيادة الزخم للوصول إلى توافق وتفادي فوضى المحادثات السابقة في كوبنهاجن عام 2009 عندما أرجأ الدبلوماسيون القرارات السياسية الصعبة لحين وصول رؤسائهم.