جنيف/لندن (رويترز) - أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين أن عدوى زيكا الفيروسية التي تنتقل عن طريق البعوض تمثل حالة طوارئ دولية تحدق بالصحة العامة بسبب ارتباطها بآلاف من حالات تشوه الأجنة في البرازيل فيما تسعى المنظمة للرد على هذا الخطر.
وقالت مارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية للصحفيين إن الأمر يتطلب تضافر الجهود الدولية لتحسين أساليب الرصد وتسريع جهود ابتكار لقاح مع تحسين أساليب تشخيص المرض مشيرة إلى ان المسألة لا تستلزم فرض قيود على السفر أو التجارة.
كانت منظمة الصحة العالمية قد تعرضت لانتقادات العام الماضي لتأخرها في التعامل مع وباء الايبولا بغرب افريقيا الذي أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص خلال عامين بعد ان تعهدت المنظمة بسرعة مواجهة الوباء.
وقالت تشان "ان التخوف الأول والأهم يتعلق بالتشوه الخاص بصغر حجم الدماغ وعدم اكتمال نمو المخ" لدى المواليد.
وأشارت إلى وجود "اشتباه قوي في الارتباط بين الفيروس وتشوه الأجنة" لكن الصلة بينهما لم تتأكد علميا بصفة قاطعة.
وقالت للصحفيين في مقر المنظمة بجنيف إن الأمر يتطلب بذل الجهود حاليا لحين ظهور الأدلة العلمية على العلاقة بين الفيروس وتشوه الأجنة.
كانت لجنة من الخبراء المستقلين قد أوصت بحالة الطوارئ الدولية في أعقاب انتقادات بالتردد في مواجهة الفيروس حتى الآن وقالت اللجنة بضرورة الاسراع بالجهود الدولية وتمويل البحوث للقضاء على انتشار الفيروس.
كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت الاسبوع الماضي إن عدوى زيكا الفيروسية تستفحل بصورة شديدة وقد تصيب نحو أربعة ملايين شخص في الأمريكتين. وقالت منظمة الصحة في الأمريكتين إن الفيروس انتشر في 24 دولة ومنطقة بالامريكتين.
وهذه هي المرة الرابعة التي تعلن فيها منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الدولية المتعلقة بالصحة منذ عام 2007 وتلا ذلك اتخاذ اجراءات مماثلة خاصة بالانفلونزا والايبولا وشلل الأطفال.
وقال انطوني كاستيللو الخبير بمنظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تبذل قصارى الجهد لمكافحة تشوه الأجنة بأمريكا اللاتينية المرتبط بالفيروس الذي يٌخشى ان ينتشر الى قارتي افريقيا وآسيا اللتين بهما أعلى معدلات للمواليد في العالم.
وقال إن المنظمة تعكف على وضع تعليمات للنساء الحوامل مع اللجوء إلى الخبراء لوضع تعريف لحالة صغر حجم الرأس مع تحديد مقاييس معيارية لأبعاد رأس المواليد.
وقال كاستيللو في مؤتمر صحفي "شكلنا الآن وحدة رد عالمية تضم مختلف التخصصات في منظمة الصحة العالمية في مقرها الرئيسي وفي المناطق الفرعية للقيام برد رسمي مستعينين بجمبع الدروس التي تعلمناها من أزمة الايبولا".
وأضاف "السبب في انه يمثل قلقا عالميا هو تخوفنا من احتمال انتشاره إلى مناطق أخرى من العالم ربما لا يكون سكانها من أصحاب المناعة... وقد ينتشر الفيروس في افريقيا واجزاء من جنوب اوروبا ومناطق واسعة من آسيا لا سيما جنوب شرق آسيا".
وفي معرض الاشارة إلى العلاقة بين الفيروس وصغر حجم الرأس قال "نرى ان الربط بينهما غير جائز لحين توافر الأدلة العلمية".
وقال مساعد لديلما روسيف رئيسة البرازيل يوم الاثنين إنه لا يوجد أي خطر يهدد بالغاء اولمبياد ريو دي جانيرو المقرر هذا العام بسبب تفشي فيروس زيكا في البلاد.
وأبلغ جاك واجنر الصحفيين في برازيليا "يتعين علينا أن نشرح لكل من يأتي الى البرازيل وكذلك الرياضيين انه لا يوجد أي خطر يذكر ما دامت المرأة ليست في حالة حمل."
ولا يوجد لقاح أو علاج لعدوى زيكا الفيروسية التي ينقلها البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي) وهو يتسبب في ارتفاع درجة حرارة جسم المريض وظهور طفح جلدي ولم تظهر على 80 في المئة من المصابين بالفيروس أي أعراض.
وتتركز معظم الاجراءات على الحد من انتشار البعوض ووقاية البشر منه.
وقال مسؤولو صحة بالولايات المتحدة إن هناك جهتين محتملتين لابتكار لقاح ضد زيكا وقد تبدأ الاختبارات الاكلينيكية على البشر في هذا المضمار أواخر العام الجاري ولن يكون هناك لقاح متوافر على نطاق واسع إلا بعد بضع سنوات.
وأطلقت شركة سانوفي الفرنسية للمستحضرات الطبية مشروعا لابتكار لقاح ضد فيروس زيكا في أقوى التزام من نوعه حتى الآن لمكافحة هذه العدوى الفيروسية.
وقالت الشركة إن مختبر باستير للقاحات سيوظف خبراته لإنتاج لقاح على غرار لقاحات أخرى تعالج الحمى الصفراء والالتهاب السحائي وحمى الدنج.
وقالت وزارة الصحة البرازيلية إن عدد حالات الاشتباه بصغر حجم الرأس زاد إلى اربعة آلاف حالة.
ولم يكن فيروس زيكا -الذي رصد بافريقيا في عام 1947- معروفا في الأمريكتين حتى العام الماضي ثم ظهر في شمال شرق البرازيل وواصل انتشاره بسرعة في أمريكا اللاتينية عبر البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي) الذي ينقل ايضا حمى الدنج والحمى الصفراء وفيروس التشيكونجونيا.