من حميرة باموق
اسطنبول (رويترز) - أبلغت تركيا النمسا يوم الأربعاء أن وصف البرلمان النمساوي أعمال قتل للأرمن عام 1915 بأيدي الأتراك العثمانيين بأنها إبادة جماعية سيلحق ضررا دائما بالعلاقات بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "هذا الإعلان... أثار غضبنا الشديد. نرفض هذا النهج المنحاز من جانب البرلمان النمساوي الذي يحاول إعطاء الآخرين دروسا في التاريخ وهو أمر لا مكان له في عالم اليوم."
وأضافت الوزارة "من الواضح أن هذا الإعلان.. سيكون له تأثيرات سلبية دائمة على علاقات تركيا والنمسا."
وتابعت الوزارة انها استدعت السفير التركي من فيينا للتشاور بسبب هذا الاعلان وهو واحد ضمن عدد من القرارات من جانب مؤسسات وبرلمانات اجنبية مع اقتراب ذكرى مرور مئة عام على أعمال القتل.
* ترقب موقف أوباما
وتقبل تركيا حقيقة أن مسيحيين ارمن قتلوا بأيدي القوات العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى لكنها تنفي حدوث أي هجوم ممنهج على المدنيين يرقى إلى اعتباره إبادة جماعية. وهذه الأحداث قضية بالغة الحساسية في تركيا.
وقال رئيس أرمينيا سيرج سركسيان يوم الأربعاء انه مستعد لتطبيع العلاقات مع تركيا رغم انه سحب قبل شهرين اتفاقات سلام من البرلمان ملقيا باللوم على افتقار تركيا للارادة السياسية لانهاء 100 عام من العداء.
وقال سركسيان لصحفيين أجانب "رقصة التانجو تحتاج اثنين ولا يعتمد الأمر علينا وحدنا."
وأصدرت الأحزاب الستة في برلمان النمسا إعلانا مشتركا يصف المذبحة التي قتل فيها نحو 1.5 مليون أرمني بأنها عملية إبادة. ووقف النواب دقيقة صمت لاحياء ذكرى الضحايا الأرمن.
وقالت الأحزاب "من واجبنا أن نقر بهذه الأحداث المروعة وندينها بوصفها إبادة جماعية من منطلق مسؤوليتنا التاريخية لأن الامبراطورية النمساوية المجرية كانت حليفا للامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى... كما ان من واجب تركيا أيضا أن تواجه بأمانة فصولا مظلمة ومؤلمة من تاريخها."
وطبقا للأرقام الحكومية يعيش نحو 268 ألف شخص من أصل تركي في النمسا بينهم حوالي 115 ألف مواطن تركي.
وتشير أرمينيا ومعظم الباحثين في الغرب وكثير من المجالس التشريعية الاجنبية الى عمليات القتل بأنها إبادة.
وفي وقت سابق يوم الأربعاء قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه لا يتوقع أن يطلق نظيره الأمريكي باراك أوباما وصف "الإبادة الجماعية" على قتل الأرمن.
وقال إردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد معصوم "لا أريد أن يستخدم أوباما عبارة الإبادة الجماعية ولا أتوقع مثل هذا الأمر."
وعبر إردوغان عن تعازيه لأسر ضحايا الأرمن الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى لكنه رفض وصف أعمال القتل الجماعي بأنها إبادة.
ويستعد البرلمان الألماني لتبني تشريع يستخدم كلمة الإبادة يوم الجمعة. وفي وقت سابق هذا الشهر وصف البابا فرنسيس أيضا المذبحة بأنها إبادة مما دفع تركيا إلى استدعاء مبعوث الفاتيكان للاحتجاج واستدعاء سفيرها لدى الفاتيكان للتشاور.