من حميرة باموق
ازميت (تركيا) (رويترز) - دافع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يوم الاثنين عن مداهمات في مطلع الاسبوع لوسائل إعلام مقربة من رجل دين مقيم في الولايات المتحدة باعتبارها ردا ضروريا على "عمليات قذرة" لخصوم سياسيين رافضا انتقادات من الاتحاد الاوروبي.
وتمثل مداهمة الشرطة لصحيفة زمان اليومية وقناة سمانيولو التلفزيونية تصعيدا في معركة اردوغان مع حليفه السابق فتح الله كولن. ودخل الرجلان في صراع مفتوح منذ تحقيق في الفساد استهدف الدائرة المقربة من الرئيس التركي قبل عام والذي ألقى اردوغان بالمسؤولية عنه على كولن.
ويتهم اردوغان كولن بتأسيس كيان "مواز" داخل الدولة من خلال أنصاره في جهازي القضاء والشرطة وغيرهما من مؤسسات الدولة بالإضافة إلى ممارسة النفوذ من خلال الإعلام. وينفي كولن الاتهام بالسعي للإطاحة بحكومة اردوغان.
وقال اردوغان في افتتاح توسعات لمصفاة نفط قرب اسطنبول "إنهم يتباكون على حرية الصحافة لكن (المداهمات) لا علاقة لها بهذا... نحن لا ننشغل بما يمكن ان يقوله الاتحاد الاوروبي سواء قبلنا الاتحاد الاوروبي كأعضاء أم لا.. نحن لا ننشغل بهذا. أرجوكم احتفظوا بحكمتكم لأنفسكم."
وقال الاتحاد الاوروبي -الذي تسعى تركيا للانضمام لعضويته- إن هذه المداهمات تتناقض مع قيم الاتحاد. وقال مفوض شؤون توسعة الاتحاد الأوروبي يوهانس هان اليوم إن المداهمات "لا تمثل في واقع الامر دعوة للتحرك للامام" مع تركيا.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فدريكا موجريني التي اجتمعت مع اردوغان قبل اسبوع فقط اثناء واحدة من ارفع زيارات الاتحاد الاوروبي الى تركيا منذ سنوات انها "مندهشة جدا" من قراره الذي جاء سريعا بعد محادثات "بناءة" مع حكومته.
وقال متحدث باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان "من مصلحة تركيا ان تزيل أي شك محتمل بشأن التزامها بالمبادئ الديمقراطية الاساسية" بعد المداهمات التي اعتقل فيها 24 شخصا بينهم مسؤولون تنفيذيون كبار وقادة سابقون بالشرطة.
ونقل آلاف من ضباط الشرطة ومئات من القضاة والمدعين المشتبه في ولائهم الى كولن من أعمالهم منذ فضيحة الفساد التي ظهرت قبل نحو عام وأدت الى استقالة ثلاثة من وزراء الحكومة.
واشار اردوغان الى أن عمليات التطهير قد تستمر وقال انه لابد من تطهير القضاء ومؤسسات الدولة الأخرى بما فيها الهيئة العلمية الحكومية (توبيتاك) من "الخونة".
وأضاف "هدف هذه العملية هو وضع البذور لاقامة تركيا جديدة".
ومضى يقول "أولئك الذين يحاولون الضلوع في عمليات قذرة وعلاقات قذرة على أمل اعادة تركيا الى عهود قديمة يتلقون الرد الملائم وسيبقون كذلك".
وجرى ابعاد المئات من الموظفين العموميين ومنهم ضباط في الشرطة وممثلو ادعاء وعلماء في توبيتاك مع تصاعد التوتر مع كولن.
وهوت العملة التركية الليرة إلى مستوى قياسي متدن مقابل الدولار يبلغ 2.3905 ليرة يوم الاثنين بعد تصريحات اردوغان.
(إعداد عماد عمر للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)