من ستيفن كالين
أربيل (العراق) (رويترز) - قالت مسؤولة كبيرة بالأمم المتحدة يوم الأربعاء إن إصلاح البنية التحتية للموصل سيتكلف ما يزيد عن مليار دولار بعد الحملة العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وتوقع قادة عراقيون تحقيق نصر نهائي في الموصل هذا الأسبوع بعد هجوم ضار استمر ثمانية أشهر على المدينة التي كان يقطنها مليونا شخص دفع تنظيم الدولة للانكماش في منطقة لا تزيد مساحتها عن 1500 متر مربع إلى جوار نهر دجلة.
ولا يزال التقدم بطئيا وتسبب الهجوم في تدمير ستة أحياء على الأقل من 44 في غرب الموصل.
وتسبب القتال بين مقاتلي التنظيم والقوات العراقية في نزوح نحو نصف سكان المدينة قبل الحرب.
وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق لرويترز في مقابلة إن تقييما مبدئيا أظهر أن عملية إحلال الاستقرار، التي تتضمن إصلاح شبكات البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء وإعادة فتح المدارس والمستشفيات، ستتكلف أكثر من ضعفي التقديرات الأولية.
وأضافت أن الأضرار أكبر بكثير مما كان متوقعا وأسوأ كثيرا في النصف الغربي من المدينة عن الشرق الذي تم استعادته من تنظيم الدولة قبل ستة أشهر.
وقالت جراندي إن إحلال الاستقرار في شرق الموصل قد يتم خلال شهرين، لكن الأمر سيستغرق أكثر من عام في الغرب وستتكلف عملية إعادة البناء في الأجل الطويل مليارات الدولارات.
ومنذ سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي في شمال وغرب العراق في 2014 وإعلانه دولة "الخلافة" في تلك المناطق وأجزاء من سوريا، خسرت الجماعة المتشددة معظم تلك المناطق. وكانت الموصل أكبر مدينة على الإطلاق تقع تحت سيطرتها.
وقالت جراندي إن جميع أجزاء المدينة تعرضت لأضرار خفيفة أو متوسطة أثناء الهجوم، لكن ستة أحياء دمرت بالكامل تقريبا وسيستغرق الأمر سنوات حتى تعود إلى الحياة الطبيعية.
ومضت قائلة "بالنسبة للأسر التي جاءت من أحياء تعرضت لأضرار متوسطة، أتوقع أن تحاول كثير منها العودة وسيبذلون قصارى جهدهم في إعادة البناء".
وفر نحو 900 ألف شخص من مناطق القتال حيث يعيش أكثر من ثلثهم في مخيمات خارج المدينة بينما يقيم الباقي مع عائلات وأصدقاء في مناطق أخرى مجاورة. وقالت جراندي إن هذا الوضع تجاوز أسوأ الاحتمالات التي وضعتها الأمم المتحدة قبل بدء الهجوم لاستعادة الموصل.
وأضافت قائلة "يظهر ذلك أن مستوى الأضرار أعلى بكثير مما كان توقعنا، وذلك هو السبب وراء الارتفاع الكبير في تكلفة إحلال الاستقرار".
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)