من شموس جاكان
دياربكر (تركيا) (رويترز) - دوت أصوات انفجارات وإطلاق نار بمحيط بلدة الجزيرة في جنوب شرق تركيا يوم الجمعة بعد اشتباك ليل الخميس قال الجيش إنه أدى لمقتل ستة من المقاتلين الأكراد وجندي واحد بعد أن دخلت عملية أمنية هناك يومها الحادي عشر.
وانهار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دام لعامين بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة في يوليو تموز مما أعاد جنوب شرق البلاد الذي تقطنه غالبية كردية إلى الصراع الذي عانت منه المنطقة ثلاثين عاما وتسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص.
وحلقت طائرة هليكوبتر في السماء وانطلقت سيارات مدرعة بطول طريق يمر عبر تلال مطلة على بلدة الجزيرة بالقرب من الحدود السورية في حين واصلت قوات الأمن حملة تدعمها الدبابات في أنحاء المنطقة شارك بها الاف الجنود.
وأظهرت لقطات مصورة لتلفزيون رويترز دخانا يتصاعد من مبان تضررت جراء تفجيرات فيما خلت الشوارع وأغلقت المتاجر.
والبلدة -الواقعة في اقليم شرناق- هي محور ما وصفته الحكومة بعملية "تطهير" للمنطقة من المسلحين لكن السكان يختلفون بشأن هذا التوصيف ويشكون من أن الهجمات تتم دون تمييز.
وقال عبد الله فاركين (38 عاما) وهو صاحب متجر بينما كانت تقف مجموعة صغيرة من الأطفال والرجال بالقرب منه "الحرب الأخيرة التي بدأت في منطقة شرناق وخاصة في الجزيرة ليست للتطهير. إنهم يقصفون عشوائيا."
وأضاف "الناس بائسون. المريض لا يستطيع الذهاب للمستشفى. المصابون يحاولون علاج أنفسهم بالمنازل والبعض مات بسبب نقص الأطباء ومن النزيف."
كما شكا السكان من نقص الأغذية والمياه.
* حظر تام
وشهدت الجزيرة وسيلوبي -المجاورة الواقعة على بعد 30 كيلومترا من الحدود العراقية- قتالا محتدما منذ فرض حظر تجوال على مدار اليوم في البلدتين قبل 12 يوما.
وقال الجيش في بيان إن ثلاثة جنود أصيبوا في قتال مساء الخميس وتوفي أحدهم في المستشفى.
وفي شرناق قالت قوات الأمن إن أربعة طلاب واثنين من العاملين أصيبوا بحروق عندما ألقى مسلحون ملثمون من حزب العمال الكردستاني قنابل حارقة على مركز ثقافي تديره الدولة يوم الجمعة مما أشعل به النار.
وقالت إن تبادل إطلاق النار اندلع بين قوات الأمن ومسلحين فيما تم إخلاء المبنى.
وتقول وسائل إعلام حكومية إن 168 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قتلوا في العمليات الأمنية الأخيرة. ويقول حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد إن ما لا يقل عن 38 مدنيا قتلوا خلال تلك العمليات.
وقال فرحات إنجو المحامي من الحزب إن جثة طيبات عنان (57 عاما) وهي أم لطفل عمره 11 عاما قتلت على يد قوات الأمن الاسبوع الماضي تركت ملقاة في أحد شوارع سيلوبي لمدة اسبوع قبل انتشالها يوم الجمعة. وقتل قناصة شقيق زوجها وأصابوا زوجها لدى محاولتهما انتشال الجثة.
وقال الحزب إن الكهرباء انقطعت عن عدة أجزاء في سيلوبي حيث يتحصن العشرات في أقبية المنازل.
وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال منظمة ارهابية. وكانت أنقرة قد أطلقت عملية سلام مع عبد الله أوجلان زعيم الحزب المسجون في أواخر 2012 لكن المحادثات تعثرت في بداية العام الحالي.