" الاقتصاد هو علم التعامل مع الركود والتضخم"
بول سامويلسون
في قلب كل اقتصاد مزدهر، تكمن معضلات معقدة تتطلب توازنًا دقيقًا بين النمو والاستقرار، ومن بين هذه المعضلات، يبرز تحديان رئيسيان: الركود والتضخم، الركود يعبر عن فترات من التباطؤ الاقتصادي والانكماش، حيث تنخفض معدلات النمو، وترتفع البطالة، وتتراجع الاستثمارات.
في المقابل، يشير التضخم إلى الارتفاع المستمر في أسعار السلع والخدمات، مما يقلل من القوة الشرائية للعملة ويزيد من تكاليف المعيشة.
عبر التاريخ، واجهت الدول هذه التحديات بطرق مختلفة، وأشهرها هي الولايات التي عانت من ركود عدة دورات، وعانت التضخم عدة دورات، التاريخ يجبيك بأن الركود والتضخم دورات حتمية الوقوع لا تنتهي وهذا لا يخيف بقدر ما يخيف سوء معاملة الإدارة النقدية كالفيدرالي لحالات الاقتصاد، فهو يهدف إلى أن يوازن الاقتصاد فيرفع الفائدة ليكبح التضخم، أو يخفض الفائدة ليتجنب الركود لتكون هذه النية، لكن السوق أعقد بكثير من أن يحكم برقم فتتلاشى النية وتصبح الحالة الراهنة قصة تاريخية قد تروى في مقال أحد ما في المستقبل.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
في كل مرة ترى أن السوق بدئ ينتظر الكثير من الأخبار حاول أن تنظر إلى الخبر الذي يميز حقيقة السوق لا الخبر الذي يحاول أن يبرر السوق"
توم وليامز
الدين القومي الأمريكي يتجاوز 35 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ، وهذا ما يسبب المزيد من الضغط على الدولار.
• الخوف يرتفع إلى ذروته في الأسواق الأميركية للمرة الأولى منذ بداية 2023، وهذا بسبب اقتراب فترة الانتخابات التي يعلوها غموض لم يسبق له من قبل.
• العديد من دول الاتحاد الأوربي تتطلب من رعاياها السفر من لبنان خوفاُ من هجوم الكيان المحتل.
• المرشح الرئاسي دونالد ترامب يتوعد مصير سيء للذهب في حال أصبح البيتكوين احتياطي للفيدرالي.
• السوق على شفا انهيار أو صعود غير مسبوق مترقباً حديث جيروم باول في مساء يوم الأربعاء.
المؤشرات الاقتصادية وحقيقة السوق
على الرغم من الضغط السلبي الغير مسبوق على الدولار، والمستقبل المخيف حول نزاعات قطبية إلا أن السوق في الوقت الراهن يهتم بحديث جيروم باول حول الفائدة وخطته المالية للخروج من براثن التضخم دون أن نكون ضحية للركود.
عند النظر إلى أهم المؤشرات الاقتصادية ( التضخم، البطالة، النمو الاقتصادية) و التي قال عنها ميلتون فريدمان في كتابه الرأسمالية و الحرية بأنها مرآة الحقيقة نلاحظ:
بقاء التضخم عند 2.5 يجعله قريب جداً للهدف الذي وضعه باول ليبدأ بخفض الفائدة ما إن يصل التضخم إليه ( 2% )، لكن ارتفاع النمو الاقتصادي نحو 2.8 وبقاء معدلات البطالة عند 4.1% بمعدل سعر خصم منخفض يجعلني أجزم أن جيروم سيصر على هدفه في خفض التضخم نحو 2% قبل بدء خفض الفائدة وهذا ما يجعلنا نقول أنه لن يكون هناك خفض لأن المؤشرات لا تشجع على ذلك وهذا ما نتوقعه أيضاٌ باستخدام معادلة تايلور في حساب الفائدة الواجبة بناء على التضخم، إلا أن المخاوف من الوقوع في ركود جراء هذا الإصرار على نسب فائدة مرتفعة سيجعل الحديث نحو خفض الفائدة أشد عنفاً في هذه المرة، ومن منبري المتواضع أستيطع أن أقول لك أن بدء خفض الفائدة أصبح قريباً جداً ولا أستبعد أن يكون في نهاية هذا العام.
معادلة تايلور
تحليل الفني للسعر
" لأسواق تميل إلى الذي يعرفها أكثر، ولهذا تبدو مع صانع السوق"
تشارلز ويلان
• دراسة تاريخية لأسعار الفائدة وعلاقتها بالذهب نجد أن تأثير خفض كل ربع نقطة من الفائدة هو ارتفاع قدره 2% على الذهب، ومنه قد نتوقع للذهب ارتفاع نحو 2600 بمجرد عود الفائدة إلى متوسطها الطبيعي، وهي ضمن المدى الاحتمالي للسعر.
في ظل الانخفاض السابق الحاصل على الذهب، تركزت عملية الشراء عند 2370.
نحن على انتظار موجة سعرية خامسة صاعدة.
• الخوف يبلغ ذروته من الفضة، وهذا ما يجعل القطيع التداولي يترك الفضة ويلجأ إلى الذهب.
خلاصة:
الإغلاق أعلى 2400، مع الحديث عن خفض الفائدة من قبل جيروم في مساء يوم الأربعاء هو شرط استهداف لمستويات 2515 على المدى القريب،وبحال فشل تحقق الشرط قد نعود للتداول العرضي ما بين 2350 – 2390 علماً أن الظروف الجيوسياسية، و السياسية لا تسمح بهبوط الذهب.
ذكر في التويتر الخاص بنا نتائج حديث جيروم
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي القارئ إذا كنت من مستثمري الذهب لحفظ القيمة فلا خوف عليك مهما كانت نتيجة هذا الأسبوع، ولكن إذا كنت حقاً تنوي الدخول الآن فاختر سعرك جيداً ولا تظن أن الذهب باني ثروة وإنما حافظ لها، أما إذا كنت مضارباً في أسواق الفوركس تبقى نصيحتي لك هي إدارة المخاطر الصارمة خصوصاً أن هذا الأسبوع يصنف من أكثر الأسابيع سوءً.
المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي..، تابعني الآن
X: @omarsyyah