من جوناثان سول
لندن (رويترز) - يثير الصراع في اليمن مخاطر بامتداده الي خطوط الملاحة البحرية المزدحمة التي تمر بالبلد الواقع في جنوب شبه الجزيرة العربية وهو ما قد يعرقل مرور السفن في مضيق باب المندب الضيق الذي تعبره حوالي 4 ملايين برميل يوميا من النفط الي اوروبا والولايات المتحدة واسيا.
وصعدت اسعار النفط بما يصل الي 6 بالمئة يوم الخميس بعد ان وجهت السعودية وحلفاؤها ضربات جوية الي أهداف في اليمن للمسلحين الحوثيين المدعومين من ايران الذين يقاتلون للاطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقال جيه بيتر فام من مجلس الاطلسي وهو مركز ابحاث امريكي "إنهيار اليمن كواقع سياسي وصعود نفوذ الحوثيين سيمكن ايران من توسيع وجودها في جانبي باب المندب وفي خليج عدن وفي البحر الاحمر. هناك اعداد من سفن البحرية الايرانية بالفعل تبحر بشكل منتظم في هذه المياه."
ويقول محللون إن قوات الحوثيين في حد ذاتها ليس لديها القدرات البحرية او الرغبة في استهداف باب المندب بينما يحذورن من النفوذ الايراني.
وقال فام الذي يقدم المشورة ايضا لحكومة الولايات المتحدة وحكومات اوروبية وافريقية "إذا تمكن الايرانيون من الوصول الي قاعدة فعلية في ميناء او اخر تحت سيطرة الحوثيين ... فان ميزان القوة في هذا الجزء من المنطقة سيتغير بشكل كبير."
وتجري الولايات المتحدة وحلفاؤها تدريبات بحرية منتظمة في الخليج. وقال قائد القوات الامريكية في المنطقة يوم الخميس إن الجيش الامريكي سيعمل مع شركاء خليجيين واوروبيين لضمان بقاء باب المندب مفتوحا.
وشن متشددون هجمات بحرية ناجحة في المنطقة في السابق. ولليمن سواحل تمتد بطول 1900 كيلومتر على خليج عدن والبحر الاحمر.
وقتل تفجير انتحاري نفذته القاعدة 17 من جنود البحرية على متن السفية الحربية الامريكية كول في ميناء عدن في عام 2000 . وبعد ذلك بعامين ضربت القاعدة ناقلة فرنسية في خليج عدن جنوبي باب المندب.
وقالت مصر إنها لا يمكنها ان تقف موقف المتفرج إذا تعرضت مصالحها للتهديد.
وذكرت مصادر بحرية ان اربع قطع للبحرية المصرية عبرت قناة السويس في طريقها الي اليمن لتأمين خليج عدن.
وطالبت ايران -التي تنفي تقديم اموال او تدريب للمسلحين الحوثيين- بوقف فوري لجميع "الاعتداءات" العسكرية في اليمن.
وفي العام الماضي استولت اسرائيل على سفينة في البحر الاحمر للاشتباه بقيامها بتهريب اسلحة من ايران الي قطاع غزة.
وقال فام "إذا تزايدت مثل هذه العمليات أو فرض نظام صارم للتفتيش فمن البديهي ان تكون هناك تداعيات على الملاحة البحرية في باب المندب ربما تنشيء نقطة اختناق حقيقية."
وشهدت المنطقة ايضا حوادث خطف متعددة لسفن تجارية من جانب عصابات لقراصنة صوماليين في الاعوام القليلة الماضية والتي انحسرت بسبب وجود قوات بحرية دولية بما في ذلك قوات من الولايات المتحدة وايران.
وتقول مصادر بقطاعي الشحن البحري والتأمين إن تعطل الملاحة البحرية سيرفع التكاليف. وأغلق اليمن موانيه الرئيسية يوم الخميس بسبب القتال.
وقالت شركة كبرى للتأمين على السفن "إذا تعرضت سفينة للهجوم او اصيبت بأضرار فان ذلك سيؤدي الي رد فعل فوري للسوق. لا أحد في الوقت الحاضر يريد ان يكون اول من يفعل أي شي. لكن الجميع يراقبون هذا لحظة بلحظة."
وأي اغلاق لباب المندب سيؤدي بدوره الي اغلاق قناةالسويس وخط أنابيب سوميد الذي يصل الي البحر المتوسط وينقل امدادات من النفط الي جنوب اوروبا.
وقالت ناتاشا بويدن محللة الشحن البحري بشركة إم إل إف اند كو "إذا أدى تصعيد للصراع الي اغلاق مضيق باب المندب فان الناقلات من الخليج لن يكون بمقدورها الوصول الي قناة السويس وخط انابيب سوميد وستحول مسارها للابحار حول الطرف الجنوبي لافريقيا وهي رحلة تستمر 40 يوما على الاقل."
وقال شركات للسفن إن اليمن يعتبر بالفعل منطقة مخاطر أعلى من سوريا والعراق.