من ماتياس بالمونت
باريس (رويترز) - أظهر استطلاع للرأي العام الفرنسي نشر يوم الأحد أن الكثير من الناخبين متشككون في قدرة كلا المرشحين على حل مشكلة البطالة المزمنة أو التصدي للمخاوف الأمنية وذلك قبل أسبوع على جولة ثانية حاسمة من انتخابات الرئاسة الفرنسية.
وسلط الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة إيفوب لصالح صحيفة لو جورنال دو ديمانش الضوء على ميدانين رئيسيين للمعارك الانتخابية مع دخول المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون والزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان الأسبوع الأخير من الحملات الانتخابية المتوقع أن تركز على اقتصاد فرنسا وحدودها.
وتتوقع استطلاعات الرأي أن يفوز ماكرون، وهو وزير اقتصاد سابق، بجولة الإعادة في السابع من مايو أيار بما بين 59 و60 في المئة. لكن القوة الدافعة تحولت في الآونة الأخيرة لصالح لوبان التي اقتنصت نحو خمس نقاط مئوية إضافية على مدى الأسبوع الماضي.
وبين استطلاع إيفوب أن 45 في المئة من الناخبين يعتقدون أن مرشحي جولة الإعادة لن يضعا حدا للبطالة التي تقارب منذ سنوات نسبة عشرة في المئة. ويقول نحو 36 في المئة إن أيا من المرشحين لن يتمكن من حماية فرنسا من الهجمات.
وفرنسا في حالة طوارئ منذ 2015 وشهدت موجة هجمات لإسلاميين متشددين ارتكب معظمها شبان ترعرعوا في فرنسا وبلجيكا. وقتل أكثر من 230 شخصا في العامين الماضيين.
وقبل أيام من الجولة الأولى في 23 أبريل نيسان قتل شرطي فرنسي بالرصاص وأصيب آخران في وسط باريس في هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وستعتمد نتيجة الجولة الثانية إلى حد بعيد على حجم الناخبين المتأرجحين وربما على المستويات المرتفعة للامتناع عن التصويت.
وفي الجولة الأولى امتنع 22.2 في المئة عن التصويت في أعلى نسبة منذ 2002 عندما وصل جان ماري والد لوبان إلى الجولة الثانية ليمنى بهزيمة ساحقة أمام المرشح المحافظ جاك شيراك.
ويقول محللون إن الإقبال إذا كان ضعيفا في الجولة الثانية فإن ماكرون سيجد صعوبة في استنساخ نفس الحركة الواسعة ضد مرشحة الجبهة الوطنية مستشهدين بسياساته التي تركز بالأساس على السوق الحر في وقت تزداد فيه المشاعر المناهضة للمؤسسات الحاكمة في أوروبا والولايات المتحدة.
وحث المرشح اليساري جان لوك ميلينشون الذي حصل على 19.6 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى أنصاره على عدم التصويت للوبان لكنه رفض دعم ماكرون في الجولة الثانية.
وتوجهت لوبان إلى مارسيليا يوم الأحد للتحدث بشأن البيئة وهي قضية رئيسية لأنصار ميلينشون في حين من المتوقع أن يزور ماكرون نصب المحرقة في باريس في وقت لاحق.
وأظهر استطلاع إيفوب أن 42 في المئة من الناخبين يعتقدون أن ماكرون ولوبان لن يتمكنا من إعادة توحيد البلاد بعد أشهر من الحملات المريرة في حين شكك 43 في المئة فيما إذا كانا سيستطيعان الحكم حتى بعد الوصول إلى قصر الإليزيه.
وتعود فرنسا إلى صناديق الاقتراع في يونيو حزيران لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية، المجلس الأدنى في البرلمان، حيث الأغلبية شرط لإقرار السياسات الحكومية.
ويواجه كل من ماكرون، الذي دشن حزبا جديدا قبل عام، ولوبان، التي لدى حزبها الجبهة الوطنية مقعدان فقط في الجمعية الوطنية، أسئلة بشأن قدرتهما على بناء أغلبية برلمانية.
وقالت لوبان يوم السبت إنها ستعين نيكولا دوبون إنيان المرشح الخاسر في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة رئيسا للوزراء إذا فازت.
وحصل ماكرون يوم الأحد على دعم جان لوي بورلو، الزعيم سابق لحزب اتحاد الديمقراطيين والمستقلين، وهو حزب صغير من تيار الوسط، لكنه لم يعلن بعد عمن سيقود الحكومة.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)