من دومينيك ايفانز وباريسا حافظي
بيروت/أنقرة (رويترز) - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية انتزعوا السيطرة على قرى سورية على مشارف حلب من جماعات مقاتلة منافسة رغم الضربات الجوية الروسية التي تقول موسكو إنها تستهدف التنظيم المتشدد.
من ناحية أخرى أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل أحد قادته الكبار يوم الخميس قرب حلب المدينة الرئيسية في شمال سوريا. وتقول إيران حليفة الحكومة السورية إنها تقدم المشورة في سوريا لكن ليس لديها قوات عسكرية هناك.
وأصبحت الدولة الإسلامية الآن على بعد كيلومترين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة على الطرف الشمالي لحلب وهذه أقرب نقطة للمدينة يصل إليها التنظيم المتشدد.
وذكرت الدولة الإسلامية أن مقاتليها سيطروا على خمس قرى في هجوم لهم وقتلوا "أكثر من 10 مرتدين" وهو الوصف الذي يستخدمه التنظيم للإشارة إلى الجنود السوريين وحلفائهم في الجماعات المسلحة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هذا أكبر تقدم للتنظيم المتشدد منذ أن شن هجوما على مقاتلي المعارضة في ريف حلب الشمالي قرب الحدود مع تركيا في أواخر اغسطس اب.
وتقصف طائرات وسفن حربية روسية أهدافا في أنحاء سوريا منذ عشرة أيام في حملة تقول موسكو إنها تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من شمال وشرق سوريا إلى جانب مساحات واسعة من العراق.
لكن الحملة تركز فيما يبدو على قصف جماعات معارضة أخرى يحظى بعضها بدعم من دول غربية وخليجية وتقاتل لصد تقدم الدولة الإسلامية في محافظة حلب. ومن بين هذه الجماعات لواء صقور الجبل الذي قال إن الضربات الروسية دمرت مخزن الأسلحة الرئيسي لديه.
وأشار المرصد السوري إلى موجة جديدة من الضربات الجوية الروسية صباح يوم الجمعة في حماة وإدلب دعما على ما يبدو لهجوم بري بدأته القوات السورية هذا الأسبوع والجماعات المسلحة المتحالفة معها.
وتركز الهجوم حول سهل الغاب المجاور لسلسلة جبال في غرب سوريا تمثل معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد وحول الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب بين مدينتي حماة وإدلب.
والسيطرة على هذه المناطق ستساعد في تعزيز قبضة الأسد على المراكز السكانية الرئيسية في غرب البلاد بعيدا عن معاقل الدولة الإسلامية في الشرق.
* مقتل جنرال إيراني
وإلى جانب الحملة الجوية الروسية قال مسؤولون إقليميون لرويترز إن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سوريا منذ أواخر سبتمبر أيلول للمشاركة في عمليات برية مع الجيش السوري ومقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية.
ويوجد مسؤولون إيرانيون كبار في سوريا منذ عدة سنوات.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن جنرالا في الحرس يدعى حسين همداني قتل قرب حلب في وقت متأخر يوم الخميس. وهمداني جنرال مخضرم خاض الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988 وتولى منصب نائب قائد الحرس الثوري الإيراني في 2005.
وقتل عدد من الضباط الكبار في الحرس الثوري الإيراني في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية التي نشبت عقب قمع احتجاجات على حكم الأسد في 2011.
وذكر نائب إيراني يدعى إسماعيل كوثري أن همداني لعب دورا مهما في الحيلولة دون سقوط العاصمة دمشق في أيدي مقاتلي المعارضة في وقت سابق من الصراع وعاد إلى سوريا لأيام قليلة بسبب معرفته العميقة بها.
وأوضح المرصد السوري أن همداني قتل قرب قاعدة كويرس الجوية على بعد 35 كيلومترا إلى الشرق من حلب.