بيروت (رويترز) - قال وزير خارجية سوريا وليد المعلم يوم الاثنين إن حكومة دمشق ستلتزم بخطة روسية بإقامة مناطق "لتخفيف التوتر" إذا التزم مقاتلو المعارضة بها.
وقال المعلم في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون "من واجب الفصائل التي وقعت على نظام وقف إطلاق النار أن تُخرج (جبهة) النصرة من هذه المناطق حتى تصبح هذه المناطق فعلا مخففة التوتر.. على الضامنين مساعدة هذه الفصائل التي تود إخراج" جبهة النصرة مشيرا بالتحديد إلى محافظة إدلب كموقع لجماعات متشددة.
وأضاف "لن يكون هناك وجود لقوات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة.. الضامن الروسي أوضح أنه سيكون هناك نشر لقوات شرطة عسكرية ومراكز مراقبة لهذه المناطق".
وساعدت روسيا وإيران القوة الإقليمية حليفهما الرئيس السوري بشار الأسد على أن تكون له اليد العليا في قتال مسلحي المعارضة الذين يسعون منذ ست سنوات للإطاحة به. وقادت موسكو معظم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في الآونة الأخيرة.
ووقعت تركيا وإيران على الاتفاق الذي طرحته روسيا خلال محادثات لوقف إطلاق النار في سوريا عقدت في آستانة عاصمة قازاخستان الأسبوع الماضي ودخل الاتفاق حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن بعض الاشتباكات استمرت في هذه المناطق خاصة شمالي مدينة حماة لكن شدة القتال تراجعت بشكل عام.
ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين بالمعارضة على تصريحات المعلم يوم الاثنين.
وهزمت جبهة النصرة التي غيرت اسمها مقاتلي معارضة معتدلين هذا العام بعد قتال في إدلب وذلك في هجوم على فصائل من المعارضة المسلحة شاركت في المحادثات.
ووقع مقاتلو المعارضة المشاركون في محادثات آستانة على اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في ديسمبر كانون الأول ولا يشمل المتشددين.
وقال المعلم إن محادثات سلام منفصلة تجرى برعاية الأمم المتحدة في جنيف لا تحرز تقدما. وأضاف "مع الأسف ما زال مسار جنيف يراوح لأننا لم نلمس بصدق وجود معارضة وطنية تفكر ببلدها سوريا بدلا من تلقيها تعليمات من مشغليها وحتى يحين ذلك فلا أعتقد بوجود إمكانية للتقدم... البديل الذي نسير في نهجه هو المصالحات الوطنية".
وتنتقد المعارضة مثل هذه الاتفاقات قائلة إنها الحكومة تفرضها على المدنيين باستخدام أساليب الحصار. وتقول الأمم المتحدة إن إجلاء بعض الناس تماشيا مع هذه الاتفاقات شكل من أشكال التهجير القسري.
وعن القوات التي ستراقب تطبيق الاتفاق قال المعلم "لن يكون هناك وجود لقوات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة.الضامن الروسي أوضح أنه سيكون هناك نشر لقوات شرطة عسكرية ومراكز مراقبة لهذه المناطق. إذا لا دور للأمم المتحدة أو للقوات الدولية في هذه المناطق". ولم يذكر تفاصيل.
وكان الاتفاق الذي طرحته روسيا ووقعت عليه تركيا وإيران الأسبوع الماضي ينص على أن قوات هذه الدول ستضمن إدارة هذه المناطق الآمنة بالتوافق ولكن لم تذكر بشكل محدد الشرطة العسكرية.
ورفض متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا التعليق على تلك التصريحات.
* الولايات المتحدة
أشار المعلم أيضا إلى ما وصفه بتغيير واضح في موقف الإدارة الأمريكية تجاه سوريا.
وقال المعلم إن الولايات المتحدة خلصت فيما يبدو إلى وجوب توصلها لتفاهم مع روسيا للتوصل إلى حل للأزمة السورية.
وحذر المعلم من دخول قوات أردنية للأراضي السورية دون تنسيق مع دمشق وقال إن ذلك سيعد عملا عدائيا لكنه أضاف أن المواجهة ليست واردة مع الأردن.
وعن الموقف العسكري على الأرض في البلاد قال المعلم إن السيطرة على دير الزور، وهي محافظة تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد، "هدف أساسي" لقوات الحكومة وإن لها أهمية بالنسبة للسوريين العاديين أكثر من السيطرة على محافظة إدلب شمال غرب البلاد الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
ولدى سؤال المعلم عن الدعم الأمريكي لجماعات كردية تقاتل الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا قال إن معركة الأكراد السوريين ضد تنظيم الدولة الإسلامية مشروعة وتأتي في إطار الحفاظ على وحدة سوريا.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)