🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

بعد التدخل الروسي في سوريا .. تركيا غاضبة لكنها لا حول لها ولا قوة

تم النشر 07/10/2015, 23:17
محدث 07/10/2015, 23:19
© Reuters. بعد التدخل الروسي في سوريا .. تركيا غاضبة لكنها لا حول لها ولا قوة

من أورهان جوسكون وجوني هوج

أنقرة (رويترز) - قد تكون تركيا غاضبة بشأن التوغلات الروسية في مجالها الجوي لكن ماعدا كلمات الاحتجاج لا يمكنها عمل شيء يذكر إذ أن اعتمادها على الطاقة والتجارة مع روسيا يقيد يديها وسياستها إزاء سوريا أصبحت في حالة من الفوضى.

وقال الرئيس رجب طيب اردوغان ان صبره يوشك أن ينفد على عبور طائرات روسية الحدود بعد ان شنت موسكو حملة جوية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الأسبوع الماضي. وحذر من أن "أي هجوم على تركيا يعد هجوما على حلف شمال الاطلسي".

وهب الحلف العسكري - بالكلمات على الأقل - للدفاع عن تركيا ووصف الانتهاكات الروسية بأنها "خطيرة للغاية" وتثير احتمال وقوع صدام مباشر بين خصمي الحرب الباردة سابقا.

والأفعال الروسية تسبب انزعاجا شديدا لأردوغان الذي دعا حثيثا دون جدوى لإزاحة الأسد. ونفذ الجيش السوري ما يبدو انه أول هجوم رئيسي مدعوم بضربات جوية روسية اليوم الأربعاء فيما يسلط الضوء على

الوضع الذي تجد فيه تركيا نفسها عاجزة مع اتخاذ الصراع عبر حدودها الجنوبية بعدا دوليا.

وقال جوناثان فريدمان محلل الشؤون التركية في ستروز فريدبرج وهي مؤسسة استشارية بشأن المخاطر "تدخل روسيا يبين ان سياسات تركيا في سوريا غير ناجحة."

وقال "لقد شاهدتم بمرور الوقت قيام روسيا والولايات المتحدة بأدوار قوية في المنطقة. وهذا يقيد قدرات اللاعبين الإقليميين في التأثير على التطورات."

وتشترك تركيا في حدود تمتد 900 كيلومتر مع سوريا وتحملت أعباء الكثير من التداعيات الإنسانية التي نجمت عن الحرب الأهلية التي دخلت الآن عامها الخامس. واتبعت سياسة الحدود المفتوحة طوال الصراع واستقبلت أكثر من 2.2 مليون لاجئ بتكلفة بلغت 7.6 مليار دولار آخذة في الازدياد.

وبصفتها عضوا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية فقد أيدت مثلما فعلت السعودية وقطر المعارضين المسلحين المناهضين للأسد والذين استهدفت الضربات الجوية الروسية بعضهم. وسعت جاهدة من أجل اقامة "منطقة طيران محظور" قرب حدودها مع شمال سوريا وهو اقتراح لم يلق قبولا في واشنطن.

وقال دبلوماسي غربي مقره أنقرة "بالنسبة لتركيا لا يوجد مجال كبير للمناورة ... كل ما تبقى لها هذه التصريحات الصارمة."

وتركيا التي ترددت طويلا في القيام بدور عسكري على خط الجبهة ضد الدولة الاسلامية في يوليو تموز أدخلت تغيرا جذريا في سياستها وفتحت قواعدها الجوية أمام الضربات الجوية للتحالف وارسال طائراتها في مهام في شمال سوريا.

وقال وزير خارجيتها آنذاك في اغسطس اب ان ضربات جوية مشتركة "شاملة" مع الولايات المتحدة ستبدأ قريبا وهي خطة تأمل أنقرة ان تؤدي الى اقامة منطقة آمنة بامتداد حدودها. لكن لم يتحقق تقدم يذكر.

وقال الدبلوماسي "يجب أن يكون لتركيا دور عميق في أي حل لسوريا في ضوء موقعها الإستراتيجي والجغرافي لكنها ما زالت لاعبا ثانويا في التحالف وتسعى من أجل أهداف سياسة غير قابلة للتحقيق."

وتابع "للمرة الاولى تعمل تركيا باعتبارها حاملة طائرات ضخمة من قواعدها التي تتمتع بموقع جيد."

* الواقعية السياسية

الضربات الجوية الروسية التي تعني ان طائرات روسية وطائرات الولايات المتحدة وحلفائها تطير في مهام قتالية فوق نفس البلد للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية جعلت احتمالات اقامة "منطقة طيران محظور" تطالب بها تركيا منذ زمن طويل أبعد مما كانت في أي وقت مضى.

وقد يكون ذلك نعمة مقنعة بالنسبة لأنقرة وفقا لما قاله ايكان اردمير وهو زميل غير مقيم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن.

وقال لرويترز "وجود روسيا يحد بشدة من الخيارات المتاحة لتركيا ويجبر أنقرة على ان تتحلى بقدر أكبر من الحرص والحذر في الشرق الاوسط."

وأضاف "أعتقد ان اقامة منطقة آمنة غير مطروح على مائدة البحث وهذا بالنسبة لتركيا ربما يكون كارثة تم تجنبها. في نهاية الأمر كانت ستخرج عن نطاق السيطرة ... كانت تركيا ستنجر الى حرب تستمر إلى الأبد."

وتركيا حساسة بدرجة كبيرة ازاء التهديدات لأمن حدودها واردوغان بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة عدواني لا يتقبل التهديدات.

وقال مسؤول رفيع لرويترز "لا يوجد تردد بشأن حماية الحدود. العلاقات بين تركيا وروسيا جيدة لكن من المستحيل تجاهل ما حدث في الايام القليلة الاخيرة ولن نفعل ذلك."

لكن مع اقتراب الشتاء عندما يزداد الطلب على الوقود الى ذروته وتجري انتخابات برلمانية في أول نوفمبر تشرين الثاني حيث يسعى حزب العدالة والتنمية باستماتة لاستعادة أغلبيته توجد أسباب محلية ملحة لأن يتجنب اردوغان الصدام مع موسكو.

وتستورد تركيا كل احتياجاتها من الطاقة تقريبا بما في ذلك 60 في المئة من الغاز و35 في المئة من النفط من روسيا. وتشكل روسيا نسبة كبيرة ومتنامية من حركة السياحة في تركيا وهي مصدر رئيسي لتمويل العجز في ميزان المعاملات الجارية.

والعلاقات التجارية تزداد عمقا. ومن المقرر ان تبني مؤسسة الطاقة الذرية الحكومية الروسية (روساتوم) أول محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في تركيا وهو مشروع تكلفته 20 مليار دولار بينما توجد خطط على المائدة لإقامة خط أنابيب لنقل الغاز من روسيا يعرف باسم تركستريم.

وقال حسن سليم أوزيرتم محلل الشؤون الروسية ومنطقة القوقاز بمؤسسة يوساك البحثية ومقرها أنقرة "كل من الجانبين سيتصرف بحذر من أجل تجنب حدوث أزمة. في الموقف الراهن لا يمتلك أيهما رفاهية تدمير العلاقات."

وقال علي شاهين نائب رئيس العلاقات الخارجية بحزب العدالة والتنمية ان أفعال روسيا تنطوي على خطر على العلاقات الثنائية في المستقبل لكنه أوضح انه لا أحد منهما لديه مصلحة في ان يتدهور الوضع.

© Reuters. بعد التدخل الروسي في سوريا .. تركيا غاضبة لكنها لا حول لها ولا قوة

وقال لرويترز "تركيا عبرت بوضوح عن غضبها وجلبت حلف الاطلسي الى الأزمة. وقواعد الاشتباك التركية واضحة." وأضاف "لكنني لا أعتقد ان روسيا ستستمر في هذه الأعمال وتترك العلاقات تسوء."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.