🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

رئيس الوزراء الجديد يشارك اردوغان رؤيته لمكانة تركيا في العالم

تم النشر 25/08/2014, 15:22
© Reuters رئيس الوزراء الجديد يشارك اردوغان رؤيته لمكانة تركيا في العالم

من جوني هوج وتولاي كارادنيز

أنقرة (رويترز) - يبدو من الطباع الشخصية لرئيس الوزراء التركي الجديد أحمد داود أوغلو صاحب النبرة الهادئة والرجل الذي كان يشغل هذا المنصب وانتخب رئيسا للبلاد رجب طيب اردوغان الخطيب المفوه حاد المزاج أنهما نقيضان لا يلتقيان.

لكن رابطة عميقة تربط بينهما إذ أن كلا منهما عازم على استعادة أمجاد تركيا الغابرة.

ومن المنتظر أن يؤكد حزب العدالة والتنمية الحاكم اختيار داود أوغلو وزير الخارجية في الحكومة السابقة رئيسا جديدا للحزب هذا الاسبوع ليصبح رئيسا للوزراء بعد تأدية اردوغان اليمين الدستورية كأول رئيس منتخب لتركيا في انتخابات مباشرة يوم 28 أغسطس اب.

كذلك فإن تعيين داود أوغلو الذي يدين بجانب كبير من نجاحه السياسي لاردوغان في منصب رئيس الوزراء يمثل علامة أخرى على أن أقوى زعماء تركيا الحديثة ليس لديه نية تذكر للتخفيف من قبضته على إدارة الشؤون اليومية للبلاد حتى وهو يشغل منصب الرئاسة الذي ظل حتى الآن منصبا شرفيا.

غير أن داود أوغلو أستاذ الجامعة والباحث في السياسة الخارجية الذي أمضى سنوات كمستشار للحكومة من وراء الستار قبل أن يصبح وزيرا للخارجية برز في السنوات الأخيرة كقوة سياسية.

ويقول سابان كارداس من مركز أبحاث اورسام في أنقره إن داود أوغلو المسلم السني المتدين البالغ من العمر 55 عاما ساعد في صياغة رؤية جعلت حزب العدالة والتنمية يهيمن على الحياة السياسية من خلال المزج بين الاتجاهات القومية والاسلامية وموقف عقائدي من السياسات الداخلية والخارجية.

وقال كارداس لرويترز "داود أوغلو يطرح مزيجا في غاية التشويق بين العقائدي والواقعي. والمثالية لا تعني التمسك بالاسلام فحسب بل هي أكثر من ذلك.

"فإعادة بناء الهوية التركية والعثمانية تمثل عاملا رئيسيا وهذا ما يشترك فيه في جوانب كثيرة مع اردوغان."

وفيما بدا الآن أنه كان تدريبا على دوره في المستقبل ألقى داود أوغلو خطابا في بلدة قونية التي نشأ فيها ويسود التدين بين سكانها وذلك قبل الانتخابات المحلية في مارس اذار بعد أن تأثرت الاحبال الصوتية لأردوغان واضطر للراحة.

وفي الخطاب الناري الذي كان فيه من أسلوب أستاذه في السياسة اردوغان أكثر من أسلوبه هو رسم داود أوغلو صورة لتركيا أكبر وأقوى نفوذا تساعد المقهورين في العالم في مواجهة المؤامرات والخيانة.

وهلل الالآف عندما قال "إذا توحدتم جميعا ووقف هذا الشعب خلفنا فلا يمكن لأحد أن يوقف مسيرتنا... وبإذن الله لن يتمكنوا من تنكيس العلم الأحمر" التركي.

ويكشف كتاب داود أوغلو "العمق الاستراتيجي" الذي نشر عام 2001 عن الأسس التي بنيت عليها سياساته الداخلية والخارجية حتى قبل أن يدخل حلبة السياسة.

إذ يؤكد الكتاب أن تركيا بدأت تتصالح مع ماضيها وتحيي العلاقات الاقليمية التي أهملتها طويلا ما دفع البعض إلى إطلاق وصف "العثمانية الجديدة" على هذه السياسة وهو اتهام نفاه داود أوغلو بشدة.

وبوصفه مستشارا لاردوغان في السياسة الخارجية لعب داود أوغلو دورا رئيسيا في المفاوضات بين سوريا واسرائيل واعتبر مهندس توثيق العلاقات التي تربط تركيا بحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) ما جعل من تركيا مفاوضا له أهميته لفترة من الوقت.

وبعد أن أصبح وزيرا للخارجية عام 2009 ازدادت مساعيه لبناء الجسور في سياسة خارجية حظيت بالاشادة ولم يكن فيها مشاكل مع الدول المجاورة.

لكن انتفاضات الربيع العربي والحرب في سوريا والعراق هزت هذه السياسة وجلبت لتركيا انتقادات بأنها تخلت عن حيادها لصالح جدول أعمال ذي طابع طائفي.

وأدى تأييد تركيا الصريح لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى تراجع مستوى العلاقات بين البلدين كما أبرز الخلافات بينها وبين دول الخليج العربية التي ساهمت استثماراتها في ازدهار الاقتصاد التركي في السنوات العشر الأخيرة.

ويبدو الآن أن تركيا أخطأت الحسابات في دعواتها عالية الصوت للتدخل في سوريا والإطاحة بالرئيس بشار الاسد وانتهاج سياسة تقوم على فتح الحدود سمحت للاجئين بالخروج لكنها سمحت أيضا بدخول مقاتلين أجانب للدولتين. فقد صمد الأسد وأصبح المتشددون الاسلاميون يشكلون الخطر الأكبر على استقرار المنطقة.

وقال دبلوماسي أوروبي في أنقرة "أعتقد أن هناك إدراكا (على المستوى الدولي) أن السياسة الخارجية التركية قد فشلت. فداود أوغلو لم يعد الشخص ذا النبرة الهادئة الخالي من المشاكل."

واعترض داود أوغلو في مقابلاته على وصف الشرق الأوسط بالمستنقع. وهو يرى أن رسالة تركيا تتركز في إعادة تمدين المنطقة التي كانت في يوم من الايام مهدا للحضارة.

فقد قال في خطاب ألقاه هذا العام "سنعمل ليلا ونهارا حتى يتم استئصال الاستعماريين من الشرق الاوسط. وسنرفع بإذن الله شعلة عظيمة للانسانية من الشرق الاوسط الذي يصفونه بأنه مستنقع."

ويرفض مسؤولو الحكومة والمعلقون إشارات إلى أن سياسة تركيا الخارجية من سوريا إلى مصر كانت طائفية الطابع أو ساذجة ويقولون إنها قائمة على مبادئ راسخة.

ونفى ابراهيم كالين أحد كبار مستشاري اردوغان للسياسة الخارجية أن سياسة الحكومة عزلتها في المنطقة لكنه قال العام الماضي إنه لو حدث ذلك لكانت هذه العزلة جديرة بالاعجاب.

وقال كارداس من مركز أورسام "عندما تحاول اتباع سياسة قائمة على مبادئ مع بعض الاعراف الاخلاقية الاساسية فإنها تسحب بعض المرونة. وأنا أرى فكرا بعيد المدى في السياسة التركية."

ورغم أن داود أوغلو يحظى باحترام كبير بين كوادر حزب العدالة والتنمية فإن المتشككين فيه يتساءلون عما إذا كانت شعبيته لدى الناخبين الأساسيين تتيح له قيادة الحزب للوصول إلى الأغلبية التي يحتاجها في الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران المقبل حتى يستطيع اردوغان أن يحقق هدفه بتغيير الدستور وإقامة رئاسة تنفيذية.

وتقول ديبا نيجار جوكسل رئيسة تحرير مجلة السياسة التركية الفصلية التي تصدر في اسطنبول "هو اسم لن يمنع اردوغان من أن يظل مهيمنا حتى الانتخابات المقبلة."

ولا يتوقع محللون تغيرا يذكر في اتجاهات السياسة التركية في ظل داود أوغلو المتزوج من طبيبة نساء وله أربعة أولاد ويتحدث اللغات الانجليزية والألمانية والعربية وتتفق آراؤه المعلنة على الاقل مع آراء اردوغان.

ومن الأولويات التي ذكرها الرئيس المنتخب لرئيس الوزراء الجديد وهو يعلن ترشيح داود أوغلو وضع دستور جديد يعزز عملية السلام الكردية ويكافح "الدولة الموازية" وهو الوصف الذي استخدمه اردوغان لشبكة تابعة لألد خصومه رجل الدين فتح الله كولن الذي يعيش في الولايات المتحدة.

لكن الطريق ليس مفروشا بالورود.

© Reuters. رئيس الوزراء الجديد يشارك اردوغان رؤيته لمكانة تركيا في العالم

فالنمو الاقتصادي الذي كان الأساس الذي بنى عليه حزب العدالة والتنمية نجاحه على مدى أكثر من عشر سنوات بدأ يتباطأ ومن المرجح أن يواجه الحزب مطالب أقوى للتحرك من أجل احتواء الفوضى الضاربة على الجانب الاخر من الحدود الجنوبية في العراق وسوريا.

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - أميرة فهمي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.