من لوك بيكر
القدس (رويترز) - اتخذ رئيس لجنة الانتخابات الإسرائيلية يوم الاثنين خطوات لتقييد أي تعزيز محتمل لموقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الانتخابات جراء الخطاب الذي سيلقيه في الثالث من مارس آذار أمام الكونجرس الأمريكي.
وسيحذر نتنياهو في خطابه من التهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني.
وأدى الخطاب المزمع لإشكالية في إسرائيل والولايات المتحدة حيث أن الديمقراطيين والبيت الأبيض غاضبون من دعوة رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بينر لنتنياهو للتحدث في توقيت حساس في المحادثات النووية بين إيران والقوى الست الدولية ومنها واشنطن. ويأتي أيضا قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية التي تجرى في 17 مارس آذار وتشهد منافسات محتدمة.
وبعد ورود شكاوى من الأحزاب المعارضة قرر سليم جبران رئيس لجنة الانتخابات أن كلمة نتنياهو ينبغي إذاعتها بتأخير خمس دقائق في إسرائيل. وهو ما يمنح محرري الأخبار الوقت لقطع أي عبارات تعتبر حزبية.
وأضاف جبران في بيان "سيتابع محررو الأخبار في قنوات البث الخطاب وسيضمنون ألا يقول رئيس الوزراء شيئا يمكن استغلاله في الدعاية الانتخابية.. أي دعاية انتخابية ستحذف من الخطاب المذاع."
وخلال الزيارة التي سيقوم بها نتنياهو للولايات المتحدة لن يلتقي به الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد انتقد المحادثات النووية مما أثار الخلافات مع أوباما.
وقال أوباما إن زيارة نتنياهو انتهاك للبروتوكول فيما يتعلق باستقبال زعيم أجنبي قبل الانتخابات.
وفي إسرائيل تعرض نتنياهو لانتقادات من جانب بعض حلفائه اليمينيين لأنه وضع علاقته مع الحزب الجمهوري الأمريكي قبل علاقة إسرائيل الوثيقة المستمرة منذ أمد بعيد مع الولايات المتحدة.
وفي رد واضح على الانتقادات الداخلية لنيته التحدث امام الكونجرس بدأ نتنياهو كلمة بالانجليزية لزعماء يهود أمريكيين في القدس ليل الاثنين متسائلا بالعبرية لماذا تبقى تفاصيل الاتفاق المحتمل مع إيران خفية.
وسأل نتنياهو "تماما كما تعرف إيران ما هو الاتفاق المعروض عليها فبطبيعة الحال تعرف إسرائيل أيضا ما هي تفاصيل صياغة الاتفاق... لكن إذا كان أحد يعتقد أن هذا اتفاق جيد فلماذا يتم إخفاؤه؟"
وبعد أسابيع من التعليقات السلبية قال مسؤولون مقربون من مكتب رئيس الوزراء الأسبوع الماضي إن شكل إلقاء الخطاب يمكن تغييره. وربما يتحدث نتنياهو خلف أبواب مغلقة أو في مجموعات أصغر من أعضاء الكونجرس بدلا من توجيه خطاب مذاع في فترة ذروة المشاهدة التلفزيونية.
ولكن يبدو أن نتنياهو اعتبر موضوع الزيارة محسوما فقال إنه مصمم على احترام الدعوة التي وجهت إليه. وتعهد نتنياهو بإحباط ما يقول إنه سيكون "اتفاقا سيئا وخطيرا" بشأن برنامج إيران النووي.
وبينما لم يتبق سوى شهر على الانتخابات تفيد بعض استطلاعات الرأي أن الناخبين غير راضين عن ذهابه إلى واشنطن. وأظهر استطلاع أجراه راديو الجيش الإسرائيلي أن 47 في المئة يعتقدون أن على نتنياهو أن يلغي الكلمة بينما قال 34 في المئة إن عليه أن يمضي قدما في الأمر.
ولكن بشكل عام ما زال حزب ليكود الذي يقوده نتنياهو متقدما بفارق طفيف حيث تتوقع معظم الاستطلاعات فوزه بنحو 24 أو 25 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست أي بتقدم طفيف عن المعارضة التي تمثل يسار الوسط.
وحتى في حال فوز يسار الوسط فإن معظم المحللين يتوقعون أن يكون نتنياهو الوحيد الذي بمقدوره تشكيل ائتلاف ناجح من أحزاب اليمين والأحزاب الدينية. وهو ما سيسمح له بالعودة إلى مقعد رئيس الوزراء لفترة رابعة.