من روبين ايموت
بروكسل (رويترز) - قال حلف شمال الأطلسي إنه مستعد لإرسال قوات إلى حليفته تركيا للدفاع عنها بعد انتهاك طائرات روسية تشن ضربات جوية في سوريا للمجال الجوي التركي فيما وبخت بريطانيا موسكو بسبب تصعيد الحرب الأهلية السورية التي راح ضحيتها 250 ألف شخص بالفعل.
ولا يزال مسؤولو الحلف الذي تقوده واشنطن يستشعرون وخز الألم بعد توغل روسيا في المجال الجوي التركي مطلع الأسبوع قرب شمال سوريا ويجتمع وزراء دفاع الحلف في بروكسل ومن المرجح أن تهيمن الأزمة السورية على جدول الأعمال.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج للصحفيين لدى وصوله للاجتماع "حلف شمال الاطلسي مستعد وقادر على الدفاع عن كل الحلفاء بمن فيهم تركيا ضد اي تهديدات."
وتابع "الحلف رد بالفعل بزيادة قدراتنا وقدرتنا واستعدادنا لنشر قوات بما في ذلك إلى الجنوب وبما في ذلك في تركيا" موضحا أن الضربات الجوية والصاروخية التي تنفذها روسيا "مبعث قلق".
ومع تنفيذ طائرات روسية وأمريكية مهام قتالية فوق نفس البلد للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية يحرص حلف شمال الأطلسي على تفادي أي تصعيد دولي للصراع السوري الذي صرف انتباه الحلف على نحو غير متوقع عن أوكرانيا بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى اراضيها العام الماضي.
وكان توغل مقاتلتين روسيتين في المجال الجوي التركي يومي السبت والأحد قد جعل الصراع السوري يقترب من حدود الحلف ويختبر قدرته على ردع روسيا دون السعي لمواجهة مباشرة معها.
واستبعدت الولايات المتحدة التعاون العسكري المباشر مع روسيا في سوريا لكن وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي سيناقشون كيفية تشجيع موسكو على المساعدة لحل الأزمة ويراهنون على أنها ترغب أيضا في تفادي السقوط في مستنقع صراع طويل الأمد.
وقال ستولتنبرج "يجب أن يكون هناك حل سياسي وانتقال."
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون "روسيا تزيد من خطورة وضع خطير للغاية بالفعل." ودعا موسكو إلى استخدام نفوذها على الرئيس السوري بشار الأسد لوقف قصف المدنيين.
وطوال 40 عاما ظلت المهمة الرئيسية لحلف شمال الأطلسي هي ردع روسيا في الشرق أثناء الحرب الباردة لكن الحلف يواجه الآن وبعد تدخل دام عشر سنوات في أفغانستان اختبارا قرب حدوده مع وجود تهديدات عدة.
وقد تؤدي الانقسامات بين دول شرق الحلف التي تريد استمرار التركيز على أزمة أوكرانيا والدول الأخرى التي تخشى مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الى عرقلة صدور رد موحد للحلف المكون من 28 دولة.
وتبدي فرنسا وبريطانيا أكبر قوتين في الحلف استعدادا لاستخدام قوة الرد السريع الجديدة المكونة من خمسة آلاف جندي خارج حدود الحلف ربما للمساعدة على فرض الاستقرار في حكومات ما بعد الصراع في ليبيا أو سوريا.
وقال المبعوث البريطاني لدى الحلف آدم تومسون عشية اجتماع وزراء الدفاع "نحتاج إلى الاتفاق على منهج طويل الاجل بشأن روسيا. لكن حلف شمال الأطلسي بحاجة لاستراتيجية بشأن جنوبه."
وأضاف "العالم يتغير وحلف شمال الأطلسي بحاجة إلى تطوير القدرة على الرد على أمور عدة في نفس الوقت."
وترغب دول أخرى من بينها بولندا ودول البلطيق في وجود دائم للحلف على أراضيها حتى يكون هناك رادع ذو مصداقية لأي مسعى جديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكسب النفوذ في الدول السوفيتية السابقة.
وقال فالون "هذا جزء من سياستنا القائمة على وجود مستمر على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي للرد على أي استفزاز أو عدوان روسي آخر."