🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

شبان وفتيات يغلي بداخلهم الغضب وراء هجمات الفلسطينيين على الإسرائيليين

تم النشر 14/10/2015, 20:46
© Reuters. شبان وفتيات يغلي بداخلهم الغضب وراء هجمات الفلسطينيين على الإسرائيليين

من لوك بيكر وعلي صوافطة

القدس/رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - تطلي الفتيات الفلسطينيات اللائي يساعدن في نقل الحجارة إلى الخطوط الأمامية ليلقيها المحتجون في رام الله على الجنود الإسرائيليين أظافرهن بألوان براقة ويرتدين سراويل الجينز الضيقة ويحملن أحدث الهواتف المحمولة في حقائب اليد الأنيقة التي يحملنها.

قالت طالبة في الثانوية العامة تلبس جلبابا وملثمة بالكوفية الفلسطينية وهي تقف إلى جانب شباب يلقون الحجارة "أهلي ما بعرفوا إني هون."

وفي رام الله دارت الاشتباكات بصفة يومية وكأنها شعائر دينية بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين على مدار الأسبوعين الماضيين مع اجتياح موجة متصاعدة من العنف مختلف أنحاء إسرائيل والقدس والضفة الغربية المحتلة.

وأدت أعمال إلقاء الحجارة والطعن وإطلاق النار - التي أسفرت عن مقتل سبعة إسرائيليين و27 فلسطينيا من بينهم تسعة قيل إنهم مهاجمون وثمانية أطفال - إلى مقارنات مع الانتفاضتين الفلسطينيتين السابقتين في الثمانينات وفي مطلع الألفية الثالثة رغم أن العنف لم يصل بعد إلى مستوى يعادل ما حدث فيهما.

لكن ما يميز الموجة الحالية من الاضطرابات عن سابقاتها هو أن هجمات الطعن بالسكاكين والهجمات على رجال الشرطة يشنها في الغالب شبان وشابات تحت العشرين دون أي روابط سياسية أو تنسيق من قوى عليا.

وقالت طالبة الثانوي في رام الله من خلف اللثام وهي تنقل الحجارة للشبان في الصف الأمامي "أنا جيت هون بعد ما شفت في التلفزيون شو بصير بالاقصى وكيف ب قتلوا الشباب."

وردد آخرون أغلبهم من طلبة جامعة بيرزيت القريبة جاءوا للمشاركة في إلقاء الحجارة بعد انتهاء يومهم الدراسي عبارات شبيهة بما قالته الطالبة عن المسجد الأقصى الذي أصبح محور غضب الفلسطينيين الذين تبددت آمالهم في السلام وانتهاء الاحتلال.

قال طالب في كلية العلوم الإدارية كان ملثما بالكوفية الفلسطينية ويستخدم المقلاع في إلقاء الحجارة على القوات الإسرائيلية على بعد حوالي 200 متر لرويترز "بدنا الاحتلال ينتهي وبدنا الانتهاكات ضد الاقصى تنتهي واحنا بنضرب حجار لانو هذا السلاح اللي في ايدينا."

* انتفاضة الهواتف الذكية

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المهاجمين الذين بدأوا باستخدام السكاكين في هجمات متفرقة وإن كانت شبه يومية هذا الشهر بأنهم "ذئاب منفردة". وهؤلاء المهاجمين أشعلت غضبهم رسائل على موقع فيسبوك تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي مما يجعل من المستحيل تقريبا التنبوء بمن سيوجه الضربة التالية.

وكتب مهند حلبي طالب الحقوق صاحب التسعة عشر عاما من رام الله على صفحته على فيسبوك يقول قبل ساعات من إقدامه على قتل إسرائيليين اثنين طعنا في القدس القديمة:

"كلمة جميلة أيها الرئيس لكن عذرا نحن لا نعرف قدس شرقية وغربية فقط نعرف أن لنا قدس واحدة غير مقسمة وكل بقعة فيها مقدسة. وعذرا يا رئيس فما يحدث لنساء الاقصى والاقصى لن توقفه الطرق السلمية. فما تربينا على الذل. والدفاع عن حرمة الاقصى ونسائه هو شرفنا وعرضنا والدفاع عنه بأي شكل ووسيلة يعتبر قانوني. أشكر جهدك حضرة الرئيس."

وفي هجوم وقع يوم الاثنين قالت الشرطة إن فلسطينيين أولهما يبلغ من العمر 13 عاما والثاني قريبه البالغ من العمر 15 عاما طعنا صبيين إسرائيليين في مستوطنة شمالي القدس. وقتل أحد المهاجمين بالرصاص وصدمت سيارة الآخر فأصيب بجروح.

وبعض المهاجمين في سن صغيرة لم يكونوا قد ولدوا حتى عندما تفجرت الانتفاضة السابقة في سبتمبر ايلول عام 2000. فهم جيل تربى على إخفاق المساعي لإحلال السلام في الشرق الأوسط ويملؤه الغضب من قياداته كما أنه بدأ يفقد إيمانه بإمكانية قيام دولة فلسطينية.

وفي غياب أي مفاوضات ترمي لتحقيق حل الدولتين لتسوية الصراع بعد انهيار أحدث جولة من المباحثات مع إسرائيل في ابريل نيسان عام 2014 أصبح المسجد الأقصى رمزا وطنيا يتجاوز مغزاه الديني عند كل المسلمين.

واكتست الجدران في غزة برسومات للمسجد وقبة الصخرة الذهبية.

ويقدس اليهود الحرم أيضا ويسمونه جبل المعبد ويقولون إنه موقع معبدين قديمين وأقدس مكان في الديانة اليهودية.

ويغذي مشاعر الغضب بسبب الأقصى إدراك الكثير من الفلسطينيين أن السلطات أعطت جماعات يهودية قدرا أكبر من الحرية في زيارة الحرم وإن هذه الجماعات تحاول الصلاة هناك رغم منع الصلاة فيه لغير المسلمين منذ القرن الثاني عشر.

وقال نتنياهو مرارا إنه ليس لديه النية في تغيير الوضع القائم لكن تطميناته لم تفعل شيئا يذكر لتهدئة الغضب الفلسطيني. وينتشر كل حديث يتردد عن انتهاك جديد على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة ليتجدد الغضب.

ويبدو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (80 عاما) فوجيء بطبيعة أحداث العنف المتفاوتة وارتباطها بجيل الإنترنت. ورغم أنه استخدم عبارات تقليدية تشيد "بالشهداء" الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية فإن مصادر تقول إنه حث وسائل الإعلام الفلسطينية أيضا على الامتناع عن تمجيد الهجمات وإعادة بث لقطات الفيديو لحوادث العنف.

* التاريخ يعيد نفسه من جديد

وبأعمال الرشق بالحجارة تمثل دورة العنف الحالي تكرارا للانتفاضة الفلسطينية الأولى التي دارت أحداثها من 1987 إلى 1993 قبل التوصل لاتفاقات أوسلو للسلام التي جلبت بعض الهدوء للمنطقة. لكن التركيز على الأقصى يجعل اضطرابات اليوم أكثر شبها بالانتفاضة الثانية التي أطلق عليها انتفاضة الأقصى.

وبدأت الاضطرابات في أعقاب زيارة زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون للحرم عام 2000 وانتهت بعد ذلك بخمس سنوات بعد حملة من التفجيرات الانتحارية في مقاه وحافلات سقط فيها ألف إسرائيلي وثلاثة آلاف فلسطيني قتلى.

ومنذ عام 2003 قامت إسرائيل ببناء جدار من الصلب والخرسانة ليعزل معظم الضفة الغربية عن إسرائيل والقدس الشرقية. وفي حين أن آلاف الفلسطينيين يعبرون هذا الحاجز يوميا للذهاب إلى أعمالهم فإن عمليات الفحص والتفتيش شائعة ومن الصعب تهريب سيارة ملغومة أو أي أسلحة كبيرة أخرى.

ونتيجة لذلك أصبح معظم الهجمات الآن يتم بسكاكين ومفكات يسهل إخفاؤها. ورغم وجود مؤشرات على تحول في الأساليب ومن ذلك حادث إطلاق نار يوم الثلاثاء وحادث آخر وقع يوم الأحد يشتبه أنه كان لتفجير سيارة ملغومة فإن وسائل الإعلام الفلسطينية تشير إليها على أنها انتفاضة السكاكين.

وكثير من المهاجمين في الهجمات الأخيرة من سكان القدس الشرقية الذين يمكنهم التنقل دون قيود لأن إسرائيل تعتبر ذلك الجزء من المدينة جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

ولم يطرأ تغير على عاملين آخرين أولهما أن الإسرائيليين أصبحوا يعيشون مرة أخرى في خوف وفزع والثاني أن الفلسطينيين يئسوا فيما يبدو لفشل مساعي السلام ولإحساسهم أن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية وبناء المستوطنات لن ينتهي.

وقالت حنان عشراوي الناشطة الفلسطينية المخضرمة وهي من كبار أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية "المفاوضات لم تحقق شيئا ولا طائل من ورائها. القيادة الفلسطينية فقدت التأييد. والناخبون الفلسطينيون يشعرون بإحباط شديد. وحدث فقدان للأمل."

ورغم ذلك فإن بعض الفلسطينيين يتساءلون عما ستؤول إليه موجة العنف الحالية.

وقال خميس عنبتاوي الموظف في العشرينات من العمر وهو يقف ناظرا إلى الشباب وهم يلقون الحجارة لرويترز "هاي مش انتفاضة وإذا بدها تكون انتفاضة وتستمر لازم يكون لها قيادة. لغاية الآن هذا حراك محدود اللي بقوم فيه الطلاب. وإذا ما يكون إلو قيادة ما راح يستمر.

© Reuters. شبان وفتيات يغلي بداخلهم الغضب وراء هجمات الفلسطينيين على الإسرائيليين

"لازم تكون انتفاضة مسلحة لو في سلاح. الجنود بكونوا هيك يطخوا في الشباب. كان بدهم دبابات يتخبوا فيها. إذا ظل الوضع هيك بس ضرب حجار وما في حدا يساعد الشباب اللي بضرب وينظمهم ويتابع المصابين ما راح تستمر."

(شارك في التغطية نضال المغربي في غزة - إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.