من كريس فرانسيسكاني وبيرني وودال
نيويورك/فورت لودرديل (فلوريدا) (رويترز) - بالنسبة لكثير من مؤيدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قراره قصف قاعدة جوية سورية ردا على هجوم بالغاز استعراضا حازما للقوة والعزم وهو ما صوتوا من أجله في انتخابات الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني.
في مقابلات مع أكثر من عشرة ممن انتخبوا ترامب اعترف كثيرون بأن التدخل العسكري الأمريكي المباشر في الصراع السوري أمر بعيد كل البعد عن شعار "أمريكا أولا" الانعزالي الذي تبناه المرشح الجمهوري خلال حملته الانتخابية.
وعلى عكس العديد من الداعمين اليمينيين المتشددين البارزين الذين شجبوا ضربات فجر الجمعة الجوية في سوريا قال معظم من صوتوا لترامب الذين أجريت معهم مقابلات في تكساس وفلوريدا ونيويورك يوم الجمعة إن الهجوم ليس تخليا عن التزامه بوضع المصالح الأمريكية فوق أي شيء آخر.
وقال أنتوني كالفانيس (28 عاما) وهو مراقب عمال بناء لصحفي في ستاتن أيلاند بنيويورك "يعجبني ذلك.. يعجبني ذلك.. يعجبني ذلك.. يعجبني ذلك. لقد قال من اليوم الأول إنه لن يتحمل أي هراء... هو (ترامب) بحاجة إلى أن يوضح تفوقنا في العالم."
وأصدر ترامب أمره بتوجيه الضربات الجوية رغم تعهده خلال حملته الانتخابية في عام 2016 بتفادي التدخل في صراعات الشرق الأوسط. وكان عاتب أيضا الرئيس السابق باراك أوباما لإحجامه عن الرد بعد أن شنت الحكومة السورية هجوما بالغاز على مواطنيها قبل أربعة أعوام.
وأغضبت التناقضات الأيديولوجية الواضحة بعضا من أقوى مؤيدي ترامب من أقصى اليمين.
وقال بول جوزيف واتسون وهو رئيس تحرير موقع إنفوورز الإعلامي الأمريكي ومقره لندن على تويتر إنه "نزل من قطار ترامب". وكان ترامب أشاد من قبل بموقع إنفوورز الذي يروج لنظريات مؤامرة لا أساس لها.
ووصف ريتشارد سبنسر الذي يصف نفسه بالزعيم القومي الأبيض قرار ترامب "بالخيانة" و"نهاية شعار أمريكا أولا".
وعلى النقيض قال أشخاص صوتوا لصالح ترامب إنهم ما زالوا يثقون في وفاء الرئيس بتعهداته.
قال تود ريكناجل (53 عاما) الشريك الإداري في شركة مساهمة خاصة في بنما سيتي بيتش بفلوريدا إن هذه الخطوة عززت دعمه لترامب لأنها أوضحت أن الرئيس مستعد لتعديل طريقة تفكيره وفقا على الأحداث.
وقال بعض مؤيدي ترامب إنه لم يكن أمامه خيار سوى التصرف بسبب الهجوم المفزع بالغاز الذي وقع في سوريا يوم الثلاثاء.
وقال توم هارني من لودرديل في فلوريدا خارج حفل عشاء في فورت لدورديل مشيرا إلى الزعيم النازي أدولف هتلر "إذا سمحنا بأن يمر ذلك سنكون بمثل درجة سوء من وقفوا دون فعل أي شيء عندما هاجم هتلر أوروبا" في الحرب العالمية الثانية.
وكرر ذلك المحامي الذي يعمل في بروكلين جوزيف مور جونيور.
وقال للصحفيين وهو يخرج من المحكمة في ستاتن أيلاند "قتلوا الأبرياء: نساء ورضع وأطفال.
"كم عدد القنابل التي أسقطناها على سوريا؟ أتمنى لو أسقطنا مثلي هذا العدد."
وكانت سفن حربية أمريكية في البحر المتوسط أطلقت عشرات الصواريخ من طراز توماهوك على القاعدة الجوية السورية.
وقال آخرون إن ترامب كان يظهر أن الولايات المتحدة ما زالت زعيم العالم.
وقال آرت تيلبرج (67 عاما) من كورال سبرينجز في فلوريدا "لم نعد نقود من الخلف" مشيرا إلى عبارة استخدمها الجمهوريون في انتقادات لأوباما عام 2011 أثناء الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.
ولكن لم يوافق جميع ناخبي ترامب على الضربات الجوية وكرروا اعتراضات بعض من أقصى اليمين بأن الضربات تتناقض مع تعهداته خلال حملته الانتخابية.
وقال أنتوني ساج (42 عاما) وهو سارجنت متقاعد إن الهجوم يقوض رسالة ترامب "أمريكا أولا".
وأضاف "الضربات مضيعة لوقت ومال أمريكا."
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)