من محمد عبد اللاه
القاهرة (رويترز) - فرضت مصر إجراءات أمن مشددة يوم الجمعة بعد أن دعا معارضون لتنظيم مظاهرات للاحتجاج على موافقة مجلس النواب على اتفاقية لتعيين الحدود مع السعودية نقلت تبعية جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر إلى المملكة.
واحتشد مئات من رجال الأمن بعضهم يحمل بنادق إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع أمام مبنى نقابة الصحفيين بوسط القاهرة وفي الشوارع المؤدية إلى المبنى.
وكان معارضون قد تظاهروا أمام مبنى النقابة مساء الثلاثاء بعد موافقة لجنة بمجلس النواب على الاتفاقية وألقت السلطات القبض على عدد منهم لفترة وجيزة.
واحتشد رجال الأمن يوم الجمعة أيضا في ميدان التحرير مهد انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد 30 عاما في الحكم كما أغلقت محطة مترو الأنفاق أسفل الميدان.
وفي مدينة الجيزة التي تقع على ضفاف نيل القاهرة فرضت السلطات إجراءات أمن مشددة أمام مسجد مصطفى محمود إحدى نقاط انطلاق المظاهرات خلال وبعد الانتفاضة التي استمرت 18 يوما.
وقالت تقارير إعلامية إن قوات الأمن منعت المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي الذي يعارض الاتفاقية من التظاهر أمام مسجد مصطفى محمود. وقال المرشح الرئاسي السابق خالد علي الذي يعارض الاتفاقية لرويترز إن صباحي عاد إلى منزله.
وكان صباحي قال يوم الخميس بعد اجتماع مع معارضين آخرين للاتفاقية إن أجهزة الأمن تمارس نوعا من أنواع "إيقاف أي تحرك شعبي في الشارع من المنبع" في إشارة فيما يبدو إلى إجراءات الأمن المشددة التي كان متوقعا فرضها يوم الجمعة.
وصوت البرلمان يوم الأربعاء بالموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية ومن المتوقع أن يصدق الرئيس عبد الفتاح السيسي على الاتفاقية قريبا.
وكانت خطة نقل تبعية الجزيرتين للسعودية، التي أمدت مصر بمساعدات بمليارات الدولارات، قد أعلنت أول مرة العام الماضي وواجهت منذ ذلك الحين احتجاجات سياسية ودعاوى قضائية.
وكان حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وعدد من الأحزاب والجماعات الأخرى قد دعت إلى الخروج في احتجاجات يوم الجمعة. وأيد الآلاف صفحة على فيسبوك تحمل الاسم "التفريط خيانة" حثت المصريين على الاحتجاج في ميدان التحرير.
ويقول معارضو نقل تبعية الجزيرتين للسعودية إن سيادة مصر عليهما تعود إلى 1906 قبل تأسيس السعودية. ويقول مسؤولون سعوديون ومصريون إن الجزيرتين كانتا تحت السيطرة المصرية لأن الرياض طلبت من القاهرة حمايتهما في 1950 بعد عامين من قيام إسرائيل.
(شارك في التغطية الصحفية للنشرة العربية أحمد طلبة وأمينة إسماعيل - تحرير أحمد حسن)