نيروبي (رويترز) - قالت محكمة كينية يوم الأربعاء إن الدولة لم تحتجز ناشطين من جنوب السودان فقدا في نيروبي مما أثار شكوكا لدى أنصار المعارضة في احتجازهما على أيدي ضباط أمن من جوبا.
وفقد المحامي في مجال حقوق الإنسان دونج صامويل لواك والكاتب أجري أيدري إزيبون- وهما من أنصار المعارضة في جنوب السودان- في العاصمة الكينية يومي 23 و24 يناير كانون الثاني.
وبعد اختفائهما رفعت عائلتاهما دعوى قضائية في كينيا لمنع ترحيلهما المحتمل إلى جنوب السودان بعد ترحيل شخصيات معارضة أخرى إلى هناك.
لكن الادعاء الكيني قال إن الرجلين غير محتجزين في كينيا. وحكم القاضي بأن "اختفائهما يمكن أن يكون اختطافا فحسب".
وانزلقت دولة جنوب السودان إلى الحرب عام 2013 عندما أقال الرئيس سلفا كير المنتمي لقبيلة الدنكا نائبه ريك مشار المنتمي لقبيلة النوير.
وفر مشار بعد انهيار اتفاق سلام هش في يوليو تموز ويقسم القتال البلاد بشكل متزايد على أسس عرقية. وتعاني بعض مناطق البلاد من مجاعة وفر ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص في جنوب السودان من ديارهم.
وسعى معارضون كثيرون مثل لواك وإزيون للجوء إلى دول أخرى في شرق أفريقيا.
وقالت كاسي كوبلاند كبيرة المحللين لشؤون جنوب السودان في المجموعة الدولية للأزمات ومقرها بروكسل إن القوى الإقليمية باتت أقل ترحيبا بأنصار مشار بعد حدوث انشقاق في صفوف المتمردين إذ انضم تعبان دينق قاي أحد زملاء مشار السابقين إلى الحكومة في يوليو تموز.
وأضافت أنه منذ ذلك الحين اضطر أنصار مشار إلى تقليص أنشطتهم السياسية في كينيا وإثيوبيا والسودان.
وفي نوفمبر تشرين الثاني رحلت كينيا جيمس قديت داك المتحدث الرئيسي باسم مشار إلى جوبا.
وقال شخص سبق وسجن في مقر جهاز الأمن الوطني بجنوب السودان لرويترز إنه شاهد قديت هناك. وأضاف طالبا عدم نشر اسمه أن التعذيب منتشر وأن السجناء يعانون من سوء التغذية.
ولم ترد حكومة جنوب السودان على اتصالات لطلب التعقيب. ولم تؤكد احتجاز قديت.
وقالت آيا بنجامين زوجة إزيبون إنها تخشى احتمال اختفاء آخرين. وقالت إن ثلاثة من زعماء المعارضة فروا من كينيا.
وأضافت "لست بمأمن في أي مكان خارج البيت. آمل أن يعم السلام جنوب السودان حتى أعود إلى وطني."
وقال نشط معارض مقيم في كينيا طلب عدم الكشف عن اسمه إن خمس شخصيات بارزة في المعارضة غادرت كينيا في الشهور الأخيرة.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)