من الين ولفهورست ودانيل واليس
فيرجسون (ميزوري) (رويترز) - أغلقت المدارس في ضاحية فيرجسون بسانت لويس في ولاية ميزوري الأمريكية يوم الثلاثاء حيث تنظم مظاهرات أمام المحكمة التي برأت هيئة المحلفين العليا فيها ضابط شرطة أبيض قتل بالرصاص فتى أسود أعزل في أغسطس اب.
وقالت الشرطة الامريكية إن 12 مبنى على الاقل في فيرجسون احرقت دمر معظمها في موجة من الاضطرابات. وقال قائد شرطة مقاطعة سانت لويس جون بيلمار إنه سمع بنفسه نحو 150 عيارا اطلقت خلال ليلة شهدت عمليات سلب ونهب واحراق واشتباكات بين المتظاهرين والشرطة اسفرت عن اعتقال 61 شخصا.
واعتقل هؤلاء الاشخاص بتهم تتراوح بين التجمهر غير المشروع والاحراق والنهب خلال ليلة شهدت احراق حشود غاضبة للمباني والسيارات ونهب المتاجر بينما ردت الشرطة باستخدام القنابل المسيلة للدموع وقنابل صوت.
وعلى الرغم من عدم ورود تقارير عن اصابة احد قال بيلمار إن اعمال العنف التي وقعت الليلة الماضية وصباح يوم الثلاثاء كانت "أسوأ كثيرا" من تلك التي اندلعت فور مقتل مايكل براون (18 عاما) في التاسع من أغسطس آب.
كما نظمت ليل الاثنين احتجاجات في نيويورك وشيكاجو والعاصمة واشنطن وسياتل وأوكلاند بسبب قضية كشفت عن توتر عرقي قديم لا في فيرجسون فقط التي تقطنها غالبية من السود لكن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وأعلنت المدارس في فيرجسون والمدن المحيطة انها لا تعتزم فتح أبوابها يوم الثلاثاء. ويعتزم المحتجون تنظيم مظاهرة أمام المحكمة في كلاينتون وهي الضاحية التي انعقدت فيها هيئة المحلفين.
وقعت الاضطرابات رغم مناشدات المسؤولين بدءا من حاكم ولاية ميزوري جاي نيكسون الى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي حث اهالي فيرجسون على ان يكون رد فعلهم سلميا بعد قرار هيئة المحلفين كما حث الشرطة على التحلي بضبط النفس.
وقال أوباما إنه يجب على سكان فيرجسون أن يقبلوا ان هذا القرار اتخذته هيئة محلفين عليا وان يعبروا عن مخاوفهم بطريقة بناءة.
ونزلت حشود غاضبة إلى الشوارع المحيطة بمركز شرطة فيرجسون بعد أن قالت هيئة المحلفين إنها لم تجد سببا لترجيح توجيه اتهام إلى ضابط الشرطة دارن ويلسون في واقعة إطلاق النار التي قتل فيها الفتى الاسود.
وأمضى زعماء الناشطين أسابيع في تدريب المحتجين على تقنيات العصيان المدني السلمي كما تدربت الشرطة ايضا على اساليب تخفيف الصراع لكن التوتر اشتعل حين القت الحشود الحجارة على قوات الشرطة وأشعلت النيران في سيارات الدورية عقب صدور حكم هيئة المحلفين.
وقال قائد شرطة سانت لويس "لا أرى هنا الكثير من الاحتجاجات السلمية" وذكر ان الاضطرابات "هي على الارجح أسوأ كثيرا من أسوأ ليلة" في مظاهرات اغسطس اب التي اعقبت مقتل براون.
وقال بيلمار "للاسف خرج هذا عن نطاق السيطرة."
وقالت شرطة سانت لويس إن إطلاقا كثيفا للنار بالأسلحة الآلية وقع ليل الاثنين في نفس المنطقة التي قتل فيها براون بالرصاص.
وبدأت هيئة المحلفين العليا المكونة من تسعة أعضاء من البيض وثلاثة سود اجتماعاتها اواخر اغسطس اب واستمعت الى شهادة نحو 60 شاهدا استدعاهم الادعاء من بينهم خبراء الطب الشرعي الذين اجروا ثلاث عمليات تشريح احداها قام بها طبيب شرعي خاص استأجرته عائلة الفتى القتيل.
وهناك تحقيق اتحادي منفصل جار في واقعة اطلاق النار وأكد وزير العدل اريك هولدر ان محققي وزارته لم يخلصوا بعد الى نتائج.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)