من سام ويلكين
دبي (رويترز) - شن رجال دين ومسؤولون وطلبة إيرانيون هجوما على السعودية يوم السبت بعد أن نفذت حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي نمر النمر في خطوة ألقت على ما يبدو بمزيد من الشكوك على أي أمل للتقارب بين القوتين المتضادتين عقائديا المتصارعتين على النفوذ في الشرق الأوسط.
وينظر الشيعة في إيران للنمر- الذي أعدم مع ثلاثة شيعة آخرين وعشرات من أعضاء تنظيم القاعدة- كنصير للأقلية الشيعية المضطهدة في السعودية وأوضحت إيران أنها تعتبر الاتهامات ضده بالإرهاب ملفقة.
واستدعت إيران القائم بالأعمال السعودي في طهران واتهمت المملكة باستخدام الإرهاب ذريعة لقمع المعارضة السلمية بين الشيعة الذين يشتكون من تمييز ممنهج.
ونشر حساب باللغة الإنجليزية للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بموقع تويتر صورة لسياف سعودي بجوار "الجهادي جون" الذي اشتهر في تنظيم الدولة الإسلامية بقطع الرؤوس وكتبت عبارة "هل هناك أي فارق؟"
وفي نهاية 2014 بدا وكأن حقيقة أن القوتين السعودية وإيران تواجهان تهديدا قويا لمصالحهما متمثلا في الدولة الإسلامية التي سيطرت على مساحات كبيرة من أراضي العراق وسوريا ستدفع باتجاه مصالحة على استحياء.
لكن منذ ذلك الوقت لم يغب التصعيد عن العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما.
ويدعم البلدان أطرافا تتقاتل في الحرب الأهلية السورية وسرعان ما انتقل الصراع إلى اليمن حيث تقف كل بلد وراء أحد طرفي القتال فتناصر السعودية على رأس تحالف حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في حين تؤيد إيران أقلية شيعية أخرى هم الحوثيون.
وبزغ التنافس الاقتصادي ايضا منذ وقعت إيران اتفاقا نوويا مع القوى الدولية في يوليو تموز الماضي وهو الاتفاق الذي طالبت السعودية حليفتها الولايات المتحدة بعرقلته.
من ِشأن الاتفاق النووي أن يحرر إيران من عقوبات كبلتها لسنوات ويمكنها من التصدير في وقت يعاني أعضاء آخرون في منظمة أوبك من تراجع أسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ ما يزيد على عشر سنوات.
وحتى فريضة الحج التي أقيمت العام الماضي في سبتمبر أيلول لم تسلم من الخلافات حين توفي مئات الإيرانيين في حادث تدافع.
وأدان مسؤولون إيرانيون مرة أخرى حكام السعودية يوم السبت بينما تجمع محتجون أمام السفارة السعودية في طهران وتظاهر طلاب في مدينة قم المقدسة لدى الشيعة.
ويوم الاثنين الماضي قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري إن هناك اتصالات دبلوماسية بين طهران والرياض بشأن عدد من القضايا.
لكن بعد تنفيذ حكم الإعدام نقل التلفزيون الإيراني عن أنصاري قوله "تساند الحكومة السعودية الإرهابيين والمتطرفين التكفيريين بينما تعدم وتقمع المنتقدين داخل البلاد."
ونقلت وسائل إعلام إيرانية ردود فعل من مختلف أنحاء العالم بينها الدعاء على السعودية بل وتلاوة لأشعار موجهة للنمر وأخرى موجهة للملك سلمان عاهل السعودية.
واستهلت قصيدة باللغة الفارسية نشرتها وكالة تسنيم للأنباء "لا يهم إن أعدموك فالنمر لا يموت.. الشهداء أحياء يرزقون.. كما قال الله في القرآن."
واتهم كثيرون في إيران السعودية باحتضان المذهب التكفيري وهو منهج تعتنقه جماعات كالدولة الإسلامية التي تعتبر المذهب الشيعي وغيره من الطوائف الإسلامية ضربا من الكفر.
وقال آية الله ناصر مكارم شيرازي وهو أحد رجال الدين البارزين في إيران "لم يعد هناك مجال للشك في أن آل سعود هم مصدر التكفير في العالم."