أبيدجان، 4 أبريل/نيسان (إفي): بدأت القوات الموالية للرئيس الإيفواري المنتخب الحسن وتارا اليوم هجومها في محاولة للاستيلاء على أبيدجان العاصمة الاقتصادية، وكبرى مدن البلاد، والتي سيكون سقوطها في أيديهم خطوة حاسمة نحو عملية خلع الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو.
وبحسب ما نما إلى علم وكالة (إفي) سمع دوي انفجارات قوي في عدد من أحياء أبيدجان، وخاصة بحي بلاتيو، الذي يوجد به مقر القصر الرئاسي، وحي أجامي، الذي يوجد به مقر حامية أجبان الأهم في كوت ديفوار، وفي الريفيرا، التي يتركز بها أكبر معسكرات الجيش.
وبدأت العمليات القتالية في الخامسة مساءا بالتوقيت المحل، نفس توقيت جرينتش، تزامنا مع بدء الانفجارات المدوية بالعاصمة، فيما يرجح مشاركة طائرات فرنسية في ضرب عدد من مواقع قوات جباجبو، بحسب شهود العيان.
وبدأت مروحيات فرنسية تحلق على ارتفاع منخفض، فيما تطلق قاذفات على أهداف بعينها، وفقا لما أكده أحد العاملين بفندق نوفوتيل الذي شهد واقعة اختطاف مجموعة من السائحين، بينهم فرنسيين اثنين، على يد مجموعة مسلحة تابعة لمليشيات جباجبو اليوم.
وكشفت مصادر من قوات وتارا أن القوات المشاركة في العمليات تضم نحو 5000 جندي وعدد من المركبات التابعة لوحدات القوات الجمهورية المتمردة، ومتمردين سابقين من القوات الجديدة.
من جانبه أكد المتحدث باسم بعثة قوات الأمم المتحدة في كوت ديفوار حمدون توري أن قواته تشارك في الهجمات التي استهدفت قواعد قوات جباجبو، ردا على الهجوم الذي شنته القوات الحكومية على مقارها.
يأتي هذا في الوقت الذي عزز الجيش الفرنسي عملياته في البلد الأفريقي بالتعاون مع الأمم المتحدة لاجبار على تسليم سلطاته للرئيس المنتخب الحسن وتارا.
وفي سياق آخر، أعلنت الخارجية الفرنسية عن إجلاء 250 من الرعايا الأجانب من كوت ديفوار بمعاونة القوات الفرنسية، معظمهم يحمل الجنسية الفرنسية، مشيرة الى أنهم توجهوا الى السنغال وتوجو بـ"محض إرادتهم".
وأشارت التقديرات الأخيرة لوزارة الخارجية الفرنسية إلى وجود حوالي 12 ألف و200 مواطن فرنسي حاليا في كوت ديفوار، بينهم 11 ألف و800 في أبيدجان.
وتمر كوت ديفوار بأزمة سياسية طاحنة وموجة من العنف منذ رفض الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو تسليم السلطة للحسن وتارا، الفائز في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، والمعترف به من جانب المجتمع الدولي كرئيس للبلاد.
وكان المجلس الدستوري في كوت ديفوار، والذي يسيطر عليه أنصار جباجبو، قد ألغى نتائج هذه الانتخابات في سبع مقاطعات شمالي البلاد حيث تتزايد شعبية وتارا، لتغير النتائج لصالح الأول الذي نصب نفسه رئيسا للبلاد لفترة رئاسية جديدة.(إفي)