كادونا (نيجيريا) (رويترز) - كثفت السلطات النيجرية يوم السبت جهودها للوصول إلى عائلات مئات الرجال والصبية الذين كانوا محتجزين بإحدى المدارس وبعضهم مكبل بسلاسل حديدية في حين تعرض آخرون منهم لاعتداءات جنسية وتعذيب.
وأطلقت الشرطة سراح ما يصل إلى 400 من المحتجزين الذين تراوحت أعمارهم بين ستة أعوام و50 عاما من المبنى الموجود في ولاية كادونا بشمال نيجيريا خلال مداهمة يوم الخميس. وكان البعض منهم مكبلا بسلاسل في حين بدى على آخرين منهم آثار ضرب واضحة بالسياط وأشياء أخرى.
ودخل المستشفى من هؤلاء ما يزيد على 12 بينهم عشرة أطفال يوم السبت. وجميع الكبار في حالة حرجة وأحدهم يتقيأ دما.
وأقامت الشرطة مخيما مؤقتا للباقين منهم على أطراف المدينة وتعمل حاليا على تسجيلهم. واصطف أطفال أمام أحد الأبنية داخل المخيم لتسجيل أسمائهم ثم شوهدوا يضحكون ويلعبون قبل أن يُقدم إلى كل منهم طبق من الطعام.
وخارج المخيم وقف العشرات من آباء الأطفال، الذين بدا على وجوههم القلق، انتظارا لأخذ أبنائهم.
وقال يعقوب سابو المتحدث باسم شرطة ولاية كادونا إن "المعاملة غير الإنسانية" التي اكتشفت الشرطة تعرضهم لها تجعل من المستحيل اعتبار هذا المبنى مدرسة إسلامية.
وذكرت وسائل إعلام محلية إن بعض الأطفال تعرض للتعذيب والضرب بالهراوات بل والاعتداء الجنسي. ولم تتمكن رويترز حتى الآن من التحقق من صحة هذه التقارير.
وقالت حفصة محمد بابا مفوضة الخدمات الإنسانية والتنمية الاجتماعية في الولاية لرويترز إن عدد المسجلين في هذه المدرسة 190 فقط منهم 113 من الكبار و77 طفلا. ولم يتسن حتى الآن معرفة السبب في تضارب عدد من كانوا بهذا المبنى لكن السلطات أعلنت أن بعض من جرى تحريرهم منه فروا على الفور.
كانت الشرطة داهمت المدرسة بعد منع دخول أحد أقارب الموجودين بها. واعتقلت الشرطة سبعة أشخاص قالوا إنهم معلمين في المدرسة.
وناشدت الشرطة العائلات في أنحاء كادونا ودول غانا ومالي وبوركينا فاسو المجاورة الحضور لتسلم ذويهم الذين كانوا محتجزين. ورغم تعرضهم لانتهاكات، بدا بعضهم مترددا في العودة إلى عائلته.
وتنتشر المدارس الإسلامية في شمال نيجيريا حيث يعيش غالبية من المسلمين. ويدفع الفقر المنتشر على نطاق واسع الآباء لترك أبنائهم في مثل هذه المدارس رغم تقارير عن إساءة معاملتهم واتهام المسؤولين فيها بإجبار بعض الأطفال على التسول في الشوارع.
وطالب بعض الناشطين الحكومة بحظر هذه المدارس.
وقال بيان صدر عن مكتب الرئيس محمد بخاري "سعداء بأن السلطات الإسلامية نفت فكرة أن هذا المكان المرعب مدرسة إسلامية".
وأضاف "لوقف هذه الممارسات المرفوضة والتي ترقى لإساءة معاملة الأطفال، فإن على سلطاتنا الدينية والتقليدية العمل مع الحكومة الاتحادية... والحكومات المحلية لكشف ووقف كل أشكال إساءة المعاملة".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)