من إيدن لويس
طرابلس (رويترز) - عبر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة عن أمله في أن يسفر مؤتمر دولي الشهر المقبل عن إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يلزم القوى الأجنبية بوقف حرب بالوكالة تشهد تصعيدا ووضع آلية عاجلة لتطبيق حظر الأسلحة المفروض عليها.
وسيكون المؤتمر الذي تنظمه ألمانيا أول مسعى دبلوماسي كبير لإنهاء القتال الذي بدأ عندما شنت القوات التي يقودها خليفة حفتر هجوما من قواعدها في شرق ليبيا على العاصمة طرابلس قبل ستة أشهر.
وسيسعى المؤتمر إلى حشد اللاعبين الخارجيين الرئيسيين لوقف الانتهاكات السافرة بشكل متزايد لحظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة والضغط على حلفائهم داخل ليبيا للالتزام بوقف لإطلاق النار وعملية سياسية جديدة.
وقال سلامة في مقابلة "التعبير عن الأمل والتشجيع والدعم الشفوي ليس ما أتطلع إليه - أنا أتطلع إلى تعبير واضح عن إرادة لإنهاء الحرب في ليبيا".
وأضاف "يجب التعبير عن ذلك بوضوح في قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومن خلال آلية للمتابعة من أجل حماية تطبيق هذا القرار".
ولم يتحدد تاريخ للمؤتمر الذي يهدف منظموه إلى مشاركة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وكذلك الإمارات وإيطاليا وتركيا ومصر.
ومنذ وقت طويل تدعم الإمارات ومصر حفتر كما منحته فرنسا وروسيا دعمهما. وترتبط تركيا وإيطاليا - وهما الدولتان الغربيتان الوحيدتان اللتان أعادتا فتح سفارتيهما في طرابلس بعد جولات القتال السابقة - بعلاقات وثيقة مع الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة الليبية.
وقال سلامة إن لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة والتي تراقب حظر الأسلحة تحقق في عشرات الانتهاكات وإن التدخل الأجنبي الذي صار "صارخا بصورة أكبر" من ذي قبل ينطوي على ما يمكن أو يحتمل أن يكون استعانة بمرتزقة أجانب ومشغلين لطائرات مسيرة قدمتها جهات خارجية.
ومن المقرر أن تنشر لجنة الخبراء تقريرا بحلول نهاية العام لكن توثيقها المفصل للانتهاكات المزعومة في السنوات الأخيرة - بما فيها ما ينسب إلى الإمارات - لم يؤد إلى انتقاد رسمي لأي طرف.
* نظام ’تفاعلي’
قال سلامة إن نظام الإعلان عن الانتهاكات يحتاج إلى أن يكون أسرع وأكثر "تفاعلية". وأضاف "نحتاج منهم إلى أن يعبروا عن أنفسهم فور كشف الحقيقة وألا ينتظروا تقريرا يصدر في نهاية العام".
وتابع "نحتاج إلى أن تكون لجنة العقوبات أكثر نشاطا في معاقبة من ينتهكون حظر السلاح، ونحتاج من الدول التي تنتج تلك الأسلحة أو تجلبها أن تلتزم علنا بوقف أي نقل للأسلحة إلى ليبيا".
وليبيا مقسمة إلى معسكرين متنافسين قائمين في الشرق والغرب منذ عام 2014 بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بالقذافي في انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي.
وكشف الهجوم على طرابلس الذي توقف على مشارف المدينة الانقسامات الدولية. فقد شن حفتر حملته في الرابع من أبريل نيسان خلال زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لطرابلس كما بدأ الهجوم قبل عشرة أيام من عقد مؤتمر وطني كان أساسا لعملية سلام أعد لها سلامة.
ومنذ ذلك الوقت فشل مجلس الأمن في الاتفاق على أي بيان أو قرار حول الحملة. واتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحفتر في بدايات الهجوم للاعتراف بدوره في ليبيا.
وأسفرت الحملة عن مقتل وإصابة مئات المدنيين ونزوح أكثر من 120 ألف شخص. وفي السادس من أكتوبر تشرين الأول أصابت ضربة جوية أُلقيت المسؤولية عنها على قوات حفتر ناديا للفروسية قريبا من مجمع الأمم المتحدة في طرابلس وأسفرت عن إصابة عدد من الأطفال.
وقال سلامة إن دعوة لوقف إطلاق النار ستصدر عن المؤتمر الذي قال إنه يأمل في عقده في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال سلامة إن المخاطر التي ينطوي عليها المزيد من التصعيد -ومن بينها انتشار التشدد، وعودة تدفق المهاجرين إلى أوروبا، واضطراب إمدادات النفط، وزعزعة الاستقرار الإقليمي- يمكن أن تساعد في التوصل إلى اتفاق بين القوى الخارجية.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)