من زكية عبد النبي
الرباط (رويترز) - قالت وزارة العدل يوم الأربعاء إن العاهل المغربي الملك محمد السادس أصدر عفوا عن الصحفية هاجر الريسوني التي أدينت الشهر الماضي بممارسة الجنس خارج نطاق الزواج والإجهاض، هي وخطيبها وطبيب واثنين من معاونيه.
وأثارت قضية الريسوني، التي نفت الاتهامات الموجهة لها، غضب النشطاء الحقوقيين الذين قالوا إنها تم استهدافها بسبب عملها في صحيفة تنتقد الدولة ولأنها ابنة أخ إسلامي بارز.
وقالت وزارة العدل في بيان نشرته وكالة المغرب العربي الرسمية للأنباء "أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عفوه الكريم على الآنسة هاجر الريسوني التي صدر في حقها حكم بالحبس والتي ما تزال موضوع متابعة قضائية".
وأضاف البيان أن هذا العفو "يندرج في إطار الرأفة والرحمة المشهود بها لجلالة الملك، وحرص جلالته على الحفاظ على مستقبل الخطيبين اللذين كانا يعتزمان تكوين أسرة طبقا للشرع والقانون، رغم الخطأ الذي قد يكونا ارتكباه، والذي أدى إلى المتابعة القضائية".
كما أشار البيان إلى أن الملك محمد عفا أيضا عن "خطيب هاجر الريسوني والطاقم الطبي المتابع في هذه القضية".
وكانت هاجر وخطيبها الأستاذ الجامعي والحقوقي السوداني رفعت الأمين أدينا في 30 سبتمبر أيلول وحكم على كل منهما بالسجن لمدة عام، كما صدر حكم بالسجن عامين على الطبيب الذي أجرى عملية الإجهاض ومنع من ممارسة المهنة لعامين. وأصدرت المحكمة أيضا حكما بالسجن مع إيقاف التنفيذ على مساعد الطبيب والممرضة في العيادة.
واعتقلت هاجر (28 عاما) في أغسطس آب الماضي عندما كانت تهم بمغادرة العيادة برفقة خطيبها. ونفت إجراء الإجهاض.
وقالت إنه تمت خطبتها طبقا للتقاليد والأعراف، وكانت تستعد لزفافها في منتصف سبتمبر أيلول الماضي.
وأثار اعتقالها انتقاد نشطاء مغاربة وأجانب صوروا ما حدث هجوما على الصحافة الحرة والحقوق المدنية.
كما انتقدوا إخضاعها قسرا لفحوص طبية، قائلين إن ذلك يصل إلى حد "التعذيب".
لكن السلطات تقول إنه لا أحد فوق القانون، وإن هاجر اعتقلت لأن العيادة كانت تحت مراقبة الشرطة فيما يتصل بعمليات إجهاض سرية.
ويعاقب القانون المغربي القيام بعمليات الإجهاض بالسجن من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة مالية تتراوح بين 200 و500 درهم.
وتعمل هاجر في صحيفة "أخبار اليوم" المستقلة التي تنتقد الدولة. واعتقل مؤسسها ورئيس تحريرها توفيق بوعشرين أيضا وسُجن بتهم أخرى.
وهاجر ابنة أخ زعيم سابق بحركة التوحيد والإصلاح، وهي جماعة إسلامية كبيرة لها علاقات بحزب العدالة والتنمية الذي يقود التحالف الحكومي بالمغرب.
(شارك في التغطية أحمد الجشتيمي - تحرير ليليان وجدي)