واشنطن (رويترز) - مثل مايكل ماكينلي، مستشار وزير الخارجية الأمريكية الذي استقال الأسبوع الماضي على نحو مفاجيء، يوم الأربعاء أمام لجنة تحقيق لمساءلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمجلس النواب الأمريكي بشأن مزاعم بأنه سعى لتحقيق مصالح سياسية خلال تعاملاته مع أوكرانيا.
جاءت هذه الخطوة من جانب ماكينلي، وهو أحدث مسؤول كبير في الإدارة يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق التي يقودها الديمقراطيون، في الوقت الذي صعد فيه الجمهوريون في الكونجرس انتقاداتهم للتحقيق الذي تعهد البيت الأبيض بعدم التعاون معه.
ويسعى أعضاء مجلس النواب الأمريكي لمعرفة ما إذا كان ترامب قد ضغط على نحو غير ملائم على أوكرانيا لبدء تحقيق متعلق بجو بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق، المرشح الديمقراطي المحتمل الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن من المتوقع أن يبلغ ماكينلي، الدبلوماسي المخضرم الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في البرازيل وأفغانستان، المحققين بأن بعض الدبلوماسيين قد أُبعدوا عن عملهم لأسباب سياسية وفقا لتاريخ عمله مستشارا لوزير الخارجية مايك بومبيو بدءا من مايو أيار 2018 وحتى الأسبوع الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن ماكينلي استقال الأسبوع الماضي لعجز الوزارة عن الدفاع عن السفيرة السابقة لدى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش في مواجهة محاولات التدخل في شؤون أوكرانيا خدمة لمصلحة ترامب السياسية. وأبلغت يوفانوفيتش، التي استدعيت إلى بلادها في وقت سابق من العام الحالي، هذه اللجنة الأسبوع الماضي بأن الرئيس أبعدها عن منصبها "لمزاعم لا أساس لها وخاطئة".
وقال آدم شيف رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي، والذي يقود تحقيق مساءلة ترامب، على تويتر يوم الأربعاء "اكتشفنا أدلة مهمة على إساءة استغلال ترامب لسلطته، وسنواصل كشف الحقائق".
ودفع ذلك ترامب للهجوم على شيف ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عبر عدة تغريدات صباح اليوم.
كما صعد أعضاء مجلس النواب من الجمهوريين هجومهم على الديمقراطيين إذ شكوا من عدم تمكنهم من الاطلاع على نصوص المقابلات مع الشهود الذين مثلوا أمام اللجنة وهددوا بالسعي لإصدار قرار من المجلس يدين شيف.
ويركز تحقيق مجلس النواب على محادثة هاتفية يوم 25 يوليو تموز ضغط خلالها ترامب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى يفتح تحقيقا في مزاعم غير مؤكدة ضد بايدن ونجله هانتر الذي كان عضوا بمجلس إدارة إحدى شركات الغاز الأوكرانية.
وينفى ترامب ارتكاب أي مخالفات ودافع عن الطلب الذي وجهه إلى زيلينسكي. كما ينفي بايدن ونجله أيضا ارتكاب أي مخالفات.
وأصدر بومبيو تعليمات إلى موظفي وزارته بعدم التعاون مع لجنة التحقيق لكنه لم يحقق نجاحا كبيرا في هذا الشأن.
ورفض نائب الرئيس مايك بنس الثلاثاء تسليم وثائق إلى اللجنة تتعلق بقضية الضغط على أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع (البنتاجون) إنها لا تستطيع إرسال وثائق إلى أعضاء مجلس النواب "لمخاوف قانونية وعملية". وكان أمس الثلاثاء هو الموعد النهائي أمام مكتب الميزانية بالبيت الأبيض لتسليم وثائق أيضا.
وأحجم وزير الطاقة ريك بيري، في مقابلة مع شبكة فوكس، عن القول ما إذا كان سيلتزم بطلب مماثل لتسليم وثائق.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)