من فيليب بلينكسوب وجوناس إكبلوم
بروكسل (رويترز) - قدم زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الخميس بالإجماع دعمهم لصفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووضعوا عبء المسؤولية على رئيس الوزراء بوريس جونسون لتأمين موافقة البرلمان البريطاني على الصفقة في تصويت يجري خلال يومين.
وتوصل مفاوضو بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق بعد أيام متتالية من المحادثات التي استمرت حتى وقت متأخر من الليل ونحو ثلاث سنوات من المناقشات الساخنة التي أدت إلى توتر العلاقات بين التكتل والمملكة المتحدة.
وبعد الإعلان عن الاتفاق، انضم جونسون إلى قادة الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين الآخرين في قمة ببروكسل وصافح كل منهم بينما كان يضحك ويمزح مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ثم تركهم ليقرروا ما إذا كانوا يوافقون على الاتفاق. وبعد ما يزيد قليلا عن ساعة من النقاش، أصدر الزعماء بيانا مشتركا يؤيدونه فيه.
وقال جونسون في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المفوضية جان كلود يونكر قبل بدء القمة "حان الوقت الآن لإتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومن ثم العمل معا على بناء شراكتنا المستقبلية، والتي أعتقد أنها يمكن أن تكون إيجابية بشكل لا يصدق لكل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وأردف قائلا "آمل كثيراً ... أن يجتمع زملائي النواب في وستمنستر الآن لاستكمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن يقروا هذا الاتفاق الممتاز كي نمضي قدما في الانسحاب دون أي تأخير".
وقال يونكر إنه يريد أن تتم الموافقة على الاتفاق بسرعة، دون الحاجة إلى أي تمديد آخر لموعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكان من المفترض أن تنسحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 مارس آذار من هذا العام. لكن تأجل الموعد إلى 31 أكتوبر تشرين الأول، بشرط موافقة البرلمانين البريطاني والأوروبي على الاتفاق.
وأضاف يونكر "يجب ألا تكون هناك مماطلة. يجب أن يحدث ذلك الآن".
ويحتاج جونسون الآن إلى الحصول على الأصوات اللازمة في جلسة استثنائية للبرلمان يوم السبت. لكن الحسابات ليست سهلة أو بسيطة بالنسبة له.
ورفض الحزب الوحدوي الديمقراطي الأيرلندي الشمالي، الذي يحتاج جونسون لمساعدته في التصديق على أي اتفاق، تأييده قائلا إنه ليس في مصلحة أيرلندا الشمالية.
وقال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض إنه "غير سعيد" بالاتفاق وسيصوت ضده. وقال حزب العمال إنه يريد أن يخضع أي اتفاق للرأي العام للتصويت عليه، لكنه لم يشر بعد إلى ما إذا كان سيدعم أي خطوة لإجراء استفتاء ثان يوم السبت.
ويبدو أن جونسون عازم على تقديم خيار صارم للبرلمان، إما الاتفاق الذي أبرمه أو لا اتفاق على الإطلاق، على أمل الحصول على ما يكفي من الأصوات للحصول على الموافقة.
وفي وقت لاحق أكد جونسون ثقته في تأييد أعضاء البرلمان البريطاني لاتفاق الخروج من الاتحاد.
وقال جونسون للصحفيين في بروكسل "أنا واثق تماما من أنه عندما يدرس زملائي في البرلمان هذا الاتفاق فإنهم سيصوتون له يوم السبت ثم في الأيام التالية".
وأضاف "كما قلت ستكون فرصة جيدة جدا للنواب في مجلس العموم للتعبير عن الإرادة الديمقراطية للشعب كما عبرنا عن ذلك مرات عدة وأن يتم تنفيذ عملية الخروج. لا أعتقد أن هناك أي سبب للتأجيل. علينا أن نفعل ذلك بحلول 31 أكتوبر".
وقال مسؤول حكومي بريطاني رفيع "موقف رئيس الوزراء هو إما اتفاق جديد أو لا اتفاق ولا تأخير."
وعلى الرغم من أن البرلمان أقر قانونا يلزمه بمطالبة الاتحاد الأوروبي بالتأجيل إذا لم يتم الانتهاء من الاتفاق والموافقة عليه يوم السبت، إلا أن جونسون قال إنه لن يقوم بذلك.
*إسقاط بند الترتيب الخاص بأيرلندا الشمالية
عمل المفاوضون على قدم وساق هذا الأسبوع للاتفاق على حل وسط بشأن مسألة الحدود بين أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وإقليم أيرلندا الشمالية البريطاني، وهي أكثر نقطة شائكة في ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكانت المشكلة تتركز في كيفية منع الحدود من أن تصبح بابا خلفيا للسوق الأوروبية الموحدة من دون إقامة نقاط تفتيش يمكن أن تقوض اتفاق الجمعة العظيمة لعام 1998 الذي أنهى عقودا من الصراع في الإقليم.
ويبقي الاتفاق الجديد أيرلندا الشمالية ضمن المنطقة الجمركية للمملكة المتحدة، لكن ستُفرض رسوم على السلع التي تعبر من البر الرئيسي لبريطانيا إلى أيرلندا الشمالية إذا كان من المعتقد أنها ستواصل طريقها إلى أيرلندا والسوق الأوروبية الموحدة.
لكن الحزب الديمقراطي الوحدوي، وهو حزب من أيرلندا الشمالية يدعم حكومة جونسون، قال إن النص غير مقبول.
وقالت زعيمة الحزب آرلين فوستر ونائبها نايجل دودز في بيان "سنواصل العمل مع الحكومة لنحاول التوصل إلى اتفاق معقول مناسب لأيرلندا الشمالية ويحمي السلامة الاقتصادية والدستورية للمملكة المتحدة".
ولا يحظى جونسون بأغلبية في البرلمان المؤلف من 650 مقعدا، وعمليا يحتاج إلى 320 صوتا للتصديق على الاتفاق يوم السبت.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)